البيان
أكد الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس موسى أفشار أن التطورات الأخيرة التي تعج بها الساحة السياسية في المنطقة والهادفة إلى محاصرة الدور الإيراني بصورة كبيرة، ورسم أفق جديد لمستقبل المنطقة، تجعل نظام الملالي قاب قوسين أو أدنى من نهايته.
وقال أفشار في حوار مع«البيان» إن النظام الذي اعتمد طيلة الفترة الماضية على استراتيجية تتشكل من ثلاثة محاور رئيسية، هي القمع الكبير لمعارضيه في الداخل، وتصدير الاضطرابات والإرهاب إلى دول المنطقة من باب إيمانه بأن التدخل في شؤون تلك الدول وتأجيج النيران فيها هو شريان الحياة له، إضافة إلى برنامجه للتسلح النووي، بات بالخطوات الدولية الأخيرة محاصراً وفي طريقه لفقدان نفوذه الإقليمي من خلال قصقصة أظافره وإفقاده معينات النفوذ التي يتحرك من خلالها في الإقليم بجانب أنه لم يستطع إنجاح برنامجه النووي في ظل الرقابة الدولية اللصيقة المفروضة عليه، ولن يستطيع قريباً قمع التيارات التي باتت تناصبه العداء في الداخل لاتساعها وتنوعها بعد أن بات الداخل الإيراني يغلي جراء الفقر وتفشي البطالة وسط نُذر انفجار مجتمعي متصاعدة، جراء فقدان الثقة في «الملالي» الذين طفحت رائحة فسادهم.
وأضاف إنه بعد مرور ما يقارب الـ 39 عامًا من نظام ولاية الفقيه في إيران واغتصاب نظام الملالي السلطة وسرقة ثورة الشعب الإيراني، شهدت طهران العديد من الاحتجاجات الشعبية المتكررة، حتى إن العام 2016 فقط شهد 11 ألف حركة احتجاجية وتظاهرة وتجمع احتجاجي عبّر خلاله المشاركون عن رفضهم للسياسات المتبعة من قبل النظام في طهران، وشبه المعارض الايراني البارز الوضع داخل بلاده بـ«برميل بارود ينتظر لحظة الانفجار في أي وقت».
سرقات ونهب
ويعتبر الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن حجم السرقات والنهب من قبل النظام الحاكم في إيران لثروات الشعب الإيراني يفوق أي تخمين وتصور، بحيث إضافة لملايين من العاطلين والمطرودين من العمل، هنالك عجز من قبل الحكومة عن تسديد استحقاقات الكثير من العمال والموظفين في مختلف القطاعات، كما أن هناك 80% من الشعب الإيراني البالغ 80 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يترتب على ذلك من آثار وظواهر سلبية مثل بيع الكلى والرضع وظاهرة المبيت في المقابر، وغيرها من آثار الوضع الاقتصادي المتردي الناتج عن حكم ديكتاتوري في إيران.
وأوضح أفشار انه «إضافة إلى ذلك، الآن نشاهد في إيران ظاهرة وأزمة متفشية جديدة وهي عمليات نهب الأموال المباشرة من الأشخاص والجهات الذين نهبت أموالهم من مؤسسات مرتبطة بالبنك المركزي الإيراني والمؤسسات التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، تتمثل تلك الأزمة في سرقة ونهب مباشر للمواطنين الايرانيين الذين ذهبوا إلى المؤسسات المؤمنة من قبل البنك المركزي الإيراني الحكومي ووضعوا أموالهم هناك للاستثمار فيها وتم نهب تلك الأموال بعد إعلان تلك المؤسسات عن إفلاسها.
ذلك كله تم بدعم من قبل البنك المركزي، وهذه السرقة المباشرة التي نشاهدها في إيران أضيفت لقائمة المشاكل السابقة.. أصحاب هذه الأموال صاروا في الشوارع ويجتمعون يوميًا أمام البنك المركزي أو البنوك والسلطة القضائية المسؤولة عن متابعة هذه الحالة، يطالبون بأموالهم، وهذه حالة أضيفت إلى حالات النهب للثروات العامة التي عمت جميع المدن والقرى في إيران».
ويشير عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية إلى أن المسؤولين الحكوميين في إيران يعترفون بأن ما يقرب من 25 مليوناً من الشعب الإيراني يواجهون الفقر المدقع، أي أن 25 مليوناً لا يستطيعون تسديد التكاليف الخاصة بأبسط الأمور الطبيعية للحياة وأبسط الحاجات مثل المأكل والمسكن والملبس وغير ذلك، حتى إن وزير الصحة لدى النظام الإيراني أقر في تصريح حديث له واعترف بأنه في الوقت الحالي هنالك نسبة 30% من الشعب الإيراني جائعون، لا يجدون خبزًا لسد رمقهم.
ويضيف، هذه الإحصائية تؤيدها وتؤكدها أيضًا وزارة الترفيه العامة في إيران، والتي تشير في إحصائية لها إلى أنه سنويًا هنالك 700 ألف إيراني يدخلون دائرة الإفلاس، بسبب عدم إمكانياتهم المالية لتسديد التكاليف الخاصة بحياتهم. ويعود سبب هذه الحالة الاقتصادية المتدهورة إلى أن الاقتصاد تلعب فيه قوات الحرس الثوري الإيراني دورًا سالباً وهي أكبر مؤسسة اقتصادية، وفي خط متواز أيضًا مع العقوبات الاقتصادية التي أضيفت على طهران.
ويستطرد أفشار: «الآن تعاني طهران حالة متوسعة من الاختلاف الطبقي في المجتمع بشكل كبير، وكثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها إيران حاليًا هي بسبب هذه الهوة الطبقية التي حدثت في المجتمع، فلا يوجد للنظام الإيراني أي حل لهذه المشكلة سوى استخدامه لأسلوب التعامل بالنار والحديد لقمع المتظاهرين والمحتجين».
واوضح «هذه العقلية (طريقة التعامل بالنار والحديد) تصب الزيت على النار، فالأزمة الاجتماعية في إيران والاستياء الاجتماعي والنقم الجماهيري، كل هذه الحالات -وفق أفشار- جعلت من الشارع الإيراني اليوم «برميل بارود ينتظر الانفجار في كل لحظة»، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار سياسة التشدد الدولية تجاه النظام الإيراني، وكذلك التغيرات الإقليمية ضد توجهات النظام الإيراني، وهي المواقف التي لا شك لها تأثير بالداخل الإيراني».
نظام بلا شرعية
ويلفت عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية، في حديثه مع «البيان» إلى حقيقتين رئيسيتين يدركهما الشعب الإيراني إزاء نظام ولاية الفقيه وأساليب عمل هذا النظام في الواقع الإيراني، الأولى مرتبطة بأن نظام ولاية الفقيه هو نظام سرق ثورة الشعب الإيراني، ومنذ البداية هو نظام «بلا شرعية» لأنه – أي النظام- يدرك أنه إذا كانت في إيران عملية شبه ديمقراطية فإن الشعب الإيراني سوف يقوم بكنسه، لأن هذا النظام يخالف توجهات الشعب الإيراني وثورتهم في العام 1979 ولمطالب الشعب بحياة حرة كريمة ديمقراطية.
ويؤكد أفشار انه لذلك فإن هذا النظام منذ يومه الأول لم يكن بإمكانه أن يقدم أي حل أو حلول للمشاكل التي كان يعاني منها المجتمع الإيراني، لأن تقديم أي حل -وعند التطبيق- كان يستلزم أدنى حد من الديمقراطية، وأدنى حد من الديمقراطية يفتح المجال أمام الشعب الإيراني لكي يأخذ حريته بالعمل والتنمية، كما أن هذا الحد الأدنى من هذه الحريات كان يتقاطع مع الحكم الاستبدادي الديكتاتوري للملالي الذي كان يريد أن يفرض نفسه بالقوة على الشعب، فلذلك هذه من الحقائق الأساسية الموجودة منذ نشوء النظام الجديد في إيران منذ 1979.
الحقيقة الثانية – وفق أفشار- هي أن نظام ولاية الفقيه هو ليس نظامًا ديكتاتوريًا تقليديًا، إذ إن ذلك النظام يعتمد على ثلاث ركائز مهمة للبقاء والاستمرار بالحكم، الركيزة الأولى مرتبطة بممارسة القمع المطلق وخنق الحريات بكاملها، والثانية تتعلق بتصدير الثورة أي تصدير الإرهاب والتطرف الديني، بينما الثالثة مرتبطة بمشروع التسليح النووي باعتباره ضماناً استراتيجياً لبقاء النظام الحالي في الحكم في إيران.
وسياسة تصدير الثورة والإرهاب والتطرف مرتبطة ارتباطًا استراتيجيًا بعمر النظام وبقائه، ولهذا السبب استمر وألح الخميني على استمرار الحرب العراقية الإيرانية لثماني سنوات (من 1980 وحتى 1988) بينما كانت فرصة السلام متوفرة وموجودة منذ منتصف العام 1982 إلا أن الخميني حينها أصر على استمرار الحرب تحت شعار المضلل «فتح القدس عن طريق كربلاء».. ولهذا السبب نشاهد اليوم أيضًا أن جميع رموز النظام وخامنئي المرشد نفسه يعملون بذات الشعارات المضللة ويحاربون في سوريا والعراق واليمن.
احتجاج
قال القيادي بالمعارضة الإيرانية،إن الشعب الإيراني يعبر بأوضح الهتافات والشعارات وأمام أعين قوات القمع ويرددون شعار «اترك سوريا.. فكر بحالنا»، وهذه هي حقيقة موقف الشعب الإيراني من تدخل النظام في بلدان الاقليم.