الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

إيران والحرب

Imageعبدالله اسكندر :كل المناسبات التي تكون إيران مسرحا لها او طرفا فيها سانحة لقرع طبول الحرب، واعلان الاستعداد لتدمير العدو وتلقينه درساً وقلب المعادلات الدولية. لنضع جانباً السؤال البديهي الذي يُفترض ان يطرحه كل ايراني، وليس القيادات، عن الدوافع التي تجعل دولاً كثيرة في العالم مستقتلة من اجل العدوان على ايران، وعن هذه الهواية المدمرة لدى هذه الدول في السعي الى قمع طموحات الشعب الايراني!

ان الدعاية الرسمية لطهران، منذ سقوط الشاه وتولي الامام الخميني السلطة، لا تكل عن تكرار مدى التآمر في العالم على النظام الثوري الوليد، وضرورة تعبئة كل طاقات الأمة وراء النظام الجديد (ولاية الفقيه) من اجل رد هذا التآمر. وقد تكون المغامرة التي اقدم عليها الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالدخول في حرب مع جارته الشرقية، هي التي وفرت افضل الظروف للخميني من اجل تصفية جميع منافسيه الداخليين الذين قاتلوا مثله من اجل إسقاط الشاه، ومن اجل ارساء «الجمهورية الاسلامية» في ايران على قاعدة فهمه الخاص واجتهاده المثير للجدل داخل المرجعيات الشيعية عن «ولاية الفقيه». أي ان التركيز على وجود مؤامرة وعداء لإيران وتهديدات مستمرة باستهدافها، وضرورة التصدي لهذه الاعتداءات، شكل منذ بداية الثورة أساساً متينا للنظام في طهران. فهذا المناخ هو الذي اتاح، وما زال يتيح، تصفية كل معارضة داخلية للوجهة التي اتخذها النظام منذ إسقاط الشاه. ولعب النظام، بمهارة، على الموروث الديني عند غالبية الشعب الايراني، مسقطاً مفهوم الاستضعاف التاريخي على صراعاته الداخلية، ورؤيته للعالم. والترجمة السياسية المباشرة لذلك تمثلت بمفهوم «الشيطان الاكبر» (الولايات المتحدة) حليف الشاه، و «الشيطان الاصغر» (اسرائيل) مغتصب حقوق المسلمين في فلسطين وحليف «الشيطان الاكبر». وبات النظام يتغذى ويزداد قوة كلما كان الصدام اوسع مع هذه «الشياطين». حتى ان محتلي مبنى السفارة الاميركية في بداية الثورة اطلقوا على انفسهم اسم «الطلاب السائرون على خط الخميني»، للدلالة على ان اقامة سلطة الاخير لا تستقيم الا بالعداء لاميركا، قبل ان يتولى صدام مثل هذه المهمة نتيجة حرب الخليج الاولى.
ولم يستتب الامر والاعتراف المطلق بالمرشد علي خامنئي، خليفة الخميني وأكثر تلامذته وفاء واستلهاما لإفكاره، ويتم القضاء على ارهاصات الاصلاح والتعايش السلمي مع العالم، في ظل رئاستي رفسنجاني وخاتمي، الا في ظروف الحرب الاميركية في المنطقة المحيطة بإيران. وليست ظاهرة احمدي نجاد سوى التعبير الافضل عن الحاجة الايرانية للمعتدين من الخارج من أجل تصفية المناهضين للثورة في الداخل.
والملف النووي يلعب حالياً دوراً مهماً في تعزيز آلية الحكم هذه. اذ ان التقنية النووية في ذاتها حمالة التباسات بين الاستخدام السلمي والاستخدام العسكري. ولا يُزال هذا الالتباس الا بقبول التعامل معه بشفافية كاملة. واذا كان من الصعب، بحسب الخبراء، الجزم بالمدى الذي وصل اليه التطور التقني الايراني في هذا المجال، فإن طهران تبقي على هذا الالتباس قصدا، لأنها بذلك تفرض على الاسرة الدولية المواقف المتصلبة التي توفر بدورها لخامنئي واحمدي نجاد تغذية اسطورة العداء الخارجي لايران وللثورة، وابقاء القبضة محكمة على السلطة.
ومع ارتفاع الصوت في طهران لاعلان حجم المؤامرة الاميركية، لا تخفى المكاسب الاستثنائية التي حصلت عليها من جراء الحرب الاميركية واتساع النفوذ الايراني ليس في العراق المفكك وحسب وانما في الجوار الاقليمي. وهي المكاسب التي عززت بدورها سلطة خامنئي ورصيده واوصلت احمدي نجاد الى السلطة.