«ايران مصغرة في فيلبنت»
بحلول موعد المؤتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية، ربما يحمل كل من يتوافد اليه من الخارج دوافع مختلفة، ولكن بالنسبة لنا نحن السجناء الذين ليس لديهم أي طريقة لايصال صوتهم الى خارج أسوار السجن، فهذا المؤتمر يحمل مغزى آخر… كون الظروف التي نعيش فيها… وما يحيطنا من أسوار السجن وجدرانه، ومأموري السجن وكل منظومة الكبت والتنكيل تؤكد دوما ثلاث نقاط للجميع:
ليس خارج السجن الا السكون والصمت؛
ثانيا: الكل منهمكون في أعمالهم ومعيشتهم و؛
ثالثا: ليس هناك خيار وبديل آخر سوى هذا الحكم، لذلك يجب الاستسلام والخنوع له…!!!
ان التجمع السنوي العام للمقاومة، ملتقى لاجابات مشرّفة وحارقة للظلام على هذه المواقف الاستسلامية المتخاذلة.
ربما يأخذ البعض ومنهم المتشدقون بالنشاط السياسي وبعض من طالبي الراحة ومحبي العافية والمثقفين من طراز مستخدمي المسبحة (السبحة)، هذه المواقف ذريعة لتخاذلهم وتقاعسهم وحتى في حال توفر فرصة سانحة، هم يقتلونها قربانا لشعورهم بالاحباط واليأس (طبعا بتوصية من أنفسهم …!!)، ولكن المؤتمر السنوي يمثل دوما دويا لرعد وبرقا لصاعقة في سماء التقاعس واليأس والسكون والخمول… ليقول ليست الحياة هكذا…!! هناك أمل. هناك طموحات في متناول اليد وهناك بديل يمتلك كل المقومات الضرورية، بحيث لا يحض الايرانيين الشرفاء والأحرار خارج البلاد فحسب،
وانما يحفز كل المتألمين وأصحاب الضمائر الحية في المنطقة والدول الاوروبية والولايات المتحدة، وأي بشرى أكبر لسجين قابع في السجن ومحروم من كل شيء بأن هناك أعزاء كثيرين خلف أسوار السجن وفي الشاطئ البعيد من البحر تنبض قلوبهم لذلك الوطن والطموحات التي حبس من أجله. وأي بشرى ومسرّة أكبر لنا نحن السجناء السياسيين وحتى غير السياسيين والعاديين وسجناء الرأي بأن هناك أخوة وأصدقاء ورفاقا في أقصى أرجاء اوروبا وأمريكا والمنطقة (سوريا والاردن والعراق ومصر والجزائر وفلسطين والعربية السعودية و…) ليس لم ينسونا اطلاقا وحسب وانما هم يمثلون صوتنا المدوي وصوت جميع الشعب الايراني الذي يعيش في سجن أكبر وهم يريدون «ايران حرة» وايران ديمقراطية وهؤلاء هم ممثلون حقيقيون للشعب الايراني وليس اولئك الذين يزيد المجتمع الدولي كل يوم عقوبات أكثر على ايران للتصدي لأفعالهم من اثارة الحروب والقتل واطلاق الصواريخ. كل تحياتنا نحن السجناء لاولئك النجوم الساطعة في هذه المجرة وهم يقدمون صورة عن ايران ديمقراطية حقيقية وجدية ونشطة ومنسجمة وراسخة وعن ايراني يكره الروايات الكاذبة الموجودة. سلام وتحية منا لكم.
السجناء السياسيون في سجون جوهردشت بمدينة كرج و سجن ايفين وسجن طهران المركزي – حزيران 2017