السبت,27يوليو,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: الارهاب والتطرف الدينيتصريحات خامنئي.. انعكاس للخوف والعجز

تصريحات خامنئي.. انعكاس للخوف والعجز

صورة للملالي و مسرحيت الانتخابات
اضطر خامنئي يوم الثلاثاء 25 ابريل الى الظهور بمناسبة البعثة النبوية وأشار اشارة خفيفة الى أزمتين من الأزمات والقضايات العديدة التي تحاصر النظام. في الآولى أشار الى العلاقات مع الولايات المتحدة والمواقف الحادة والحازمة التي اتخذتها السلطات الأمريكية هذه الأيام من النظام، والثانية تتعلق بمسرحية الانتخابات التي جعل الصراع حولها النظام في تلاطم الأمواج العاتية من كل حدب وصوب.

وأما فيما يخص الولايات المتحدة، حاول خامنئي تعزيز معنويات عناصره، كأنه لم يتغير أي شيء وأن الوضع السياسي هو الوضع السابق وقال الوضع لم يتغير «في السياسات المشتركة المترافقة مع التهديد والمتخذة من قبل جميع المسؤولين السابقين والحاليين في اميركا في معارضتهم للشعب الايراني » بينما الكل يعلم وخامنئي نفسه أدرى من الكل أن سياسة المسايرة للادارة الأمريكية السابقة قد ولت وأن الادارة الجديدة تنكب على رسم سياسة جديدة حيال النظام تختلف في الأساس مع سياسة المسايرة التي كان اوباما ينتهجها تجاه النظام وان تلك السياسة تحولت الى ابداء الحزم حيال النظام.

ثم أكد خامنئي ان أمريكا لا تستطيع أن تفعل شيئا بقوله « من يحاول التطاول على الشعب الايراني سيعود بلا شك بالضرر عليه لان رد فعل الشعب الايراني على هذا التطاول سيكون حازما» وأراد بذلك رفع معنويات عناصره المنهارة، غير أن هذه الارتجازات الهامسة! التي لا تنسجم أساسا مع نبرة كبار السلطات في الادارة الأمريكية، عكست ذعر وضعف خامنئي أكثر مما مضى. ولو أنه أبدى استعراضات فارغة من القوة لكنه كان مواظبا على آن تتجاوز كلماته الاطار الدفاعي والكلمات الفضفاضة، وتحدث عن «البرمجة المنطقية» بدلا من التهديدات والتشدقات السابقة معدومة الكوابح.

في «العهد الذهبي» لاوباما، كانت التهديدات المضحكة لـ «الخيارات العسكرية على الطاولة» وتحت الطاولة، قد فرغت من محتواها وتحولت الى فكاهة وتندر من فرط التكرار، مما دفع رجال القش المحترفين بالمغالطات البهلوانية في قوات حرس خامنئي الذين كانوا قد عرفوا اوباما، أن يظهروا في الساحة وهم يعربدون ويطلقون عنتريات وتشدقات بأننا سوف نغرق الاساطيل الأمريكية في الخليج الفارسي! بصواريخنا وسوف تزيل صواريخنا اسرائيل عن خارطة الوجود! و… ولكن الآن خليفة الرجعية المصاب بالذعر قد وضع سيفه الخشبي في الغمد وجلس كانسان معقول في مكانه.

وفي جانب آخر من كلمته، تطرق خامنئي الى مسرحية الانتخابات التي أصبحت وبالًا على عنقه الآن واعتبر «الحضور الجماهيري» «مانعا أمام اعتداء العدو» وأضاف « يجب تعزيز البنية الداخلية للنظام بقوة بحيث يجعل العدو محبطاً في تآمره وأن يكف عن معاداته» في اعتراف بضعف وهشاشة أساس نظامه من جهة والطعن والتهكم على روحاني من جهة أخرى فيما يشير بهذا القول الى قصده وأمنيته أن يضيق كل الشرخات الموجودة في نظامه في هذه الانتخابات. من الواضح أن الأمر بما يعود الى خامنئي فهو يتمنى ذلك، ولكن في الوقت نفسه واضح تماما أن بين الطموح والواقع العملي، البُعد بين الثرى والثريا، خامنئي الذي انكسرت شوكته وسطوته في انتفاضة عام 2009 دون رجعة، ليس قادرا حتى على ادارة أفراد جناحه وأن عناصره كل يغني على ليلاه بحيث بدأوا يترحمون على حاله في برلمان النظام بأنه «لا آحد يساعد السيد!». لذلك ليس في مقام يفرض ارادته لأنه لا يمتلك في قبضته آلية «هندسة الانتخابات» أي وزارة الداخلية «وغرفة تجميع الأصوات» والأهم من كل ذلك، لا يتجاسر على ذلك. كونه يراقب بحذر وخوف شديد ألا تستفز مشاعر الغضب والحقد الجماهيري لتنطلق انتفاضة أوسع مما شهده البلد في عام 2009.

ومن هذا المنطلق، فان نبرة كلام خامنئي فيما يخص الانتخابات كانت ضعيفة وخجولة حيث عندما طلب من المرشحين «بألا تكون نظرتهم منصبة على خارج الحدود»، لم يذكر بالاسم عن الاقتصاد المقاوم واكتفى بتوصية المرشحين أن يعملوا «من اجل تقدم البلاد والتنمية الاقتصادية ومعالجة الامور بل أن يركزوا على قدرات الشعب وطاقات وامكانات البلاد»..

ويأتي طلب خليفة الرجعية العاجز من المرشحين لـ «الوعود» في وقت قد تقززت النفوس من الوعود الفارغة والمضحكة التي أطلقها مسؤولو النظام بحيث يحذر الكل بدءا من مراجع قم وأئمة الجمعة في كل البلاد بقضهم وقضيضهم والى نواب البرلمان، المرشحين من ألا يطلقوا وعودا فارغة! فان لجوء خامنئي بهذه النصائح المضحكة يكشف قبل كل شيء جعبته الفارغة في مواجهة الأزمات التي تعصف بنظامه من كل صوب كما يبين خوفه وهلعه وذعر نظامه الغارق في دوامة الأزمات.