فلاح هادي الجنابي -الحوار المتمدن: إيران کما هو معلوم و واضح لکل من يمتلك معلومات متواضعة عنها، بلد يمتلك ثروات و خيرات و إمکانيات کبيرة جدا سواءا من حيث إمتلاکها للغاز و البترول و المعادن المختلفة أو من حيث الثروة الزراعية و الحيوانية و الصناعات اليدوية ولاسيما السجاد الايراني الذي له سمعة دولية متميزة جدا، هذا البلد لو کان في أيدي أمينة غير أيدي نظام الملالي، لکان بالامکان أن يکون ليس من ضمن النمور الآسيوية إقتصاديا بل و حتى في طليعتها، خصوصا وإنها تمتلك نخبا من العلماء في مختلف المجالات و لها باع تأريخي في مجال العلوم.
اليوم عندما نتمعن في الاوضاع المختلفة لإيران بعد أکثر من 37 عاما من الحکم الظلامي القمعي الاستبدادي لنظام الملالي، نجد ان هذا البلد و بدلا من أن يصبح في طليعة البلدان المتقدمة آسيويا، صار من البکدان ليس المتخلفة و الفقيرة فقط وانما أيضا المشبوهة بسبب تورط هذا النظام الرجعي المتاجر بالدين بتصدير التطرف و الارهاب و التدخل في دول المنطقة.
الشعب الايراني الذي صار يواجه أغلبيته الفقر، لم يدعه هذا النظام بهذا الحد وانما دفعه نحو الاسوء عندما صار يعاني مايقارب 30 مليونا منه من المجاعة، وهذا الامر في حد ذاته مفارقة فريدة من نوعها لايمکن أن تحدث إلا في ظل نظام کنظام الملالي في إيران حيث الجهل و القمع و الاستبداد و المتاجرة بالدين.
بعد کل ماسردناه ذکره من المصائب و الويلات التي جلبها نظام الملالي على الشعب الايراني، لايبدو إن هناك من نهاية لمصائب هذا النظام و کوارثه، حيث أن هناك غرامة قدرها 80 مليار دولار يتوجب على نظام الملالي دفعها بسبب جرائم إرهابية إرتکبها النظام في سائر أرجاء العالم، حيث إنه و طبقا لما أفاد به عضو في برلمان الملالي، فإنه قد تم سحب مليار و 600 مليون دولار منها من قبل لوکسمبورغ مٶخرا و قبل ذلك تم سحب ملياري دولار من قبل الامريکيين.
هذا النظام الذي لم يرى الشعب الايراني من ورائه سوى الفقر و المجاعة و البٶس و التخلف و الحرمان، ليس يقوم بسرقة و نهب حاضر الشعب الايراني وانما حتى مستقبل أجياله، ولذلك فإنه نظام يتسم بخطورة من نوع خاص لايوجد مثيل له في تأريخ الانظمة الاستبدادية وخصوصا في التأريخ المعاصر، ذلك إنه يسعى من أجل إعادة عجلة الزمن الى العصور الوسطى و جعل الشعب الايراني مکبلا بمختلف الاغلال و الاصفاد، وهکذا نظام لايوجد من حل و معالجة يمکن الاستفادة منها في إصلاحه سوى الاسقاط کما دعت و تدعو المقاومة الايرانية الى ذلك و تصر عليه کما إن الشعب الايراني يتوق و يطمح إليه لأنه حلمه و أمله الاکبر.