فلاح هادي الجنابي -الحوار المتمدن : من أهم سمات و معالم نظام الملالي في إيران، هو إن سجونه تکتض بالنزلاء بأضعاف طاقاتها الاساسية، والملفت للنظر إن هناك مئات المواد القانونية تتيح لهذا النظام زج المواطنين في السجون و معظمها أسباب و مبررات تافهة، ذلك إنك تجد هناك من سجن بسبب إشتباه سرقة أو لأنه سرق بيضتين بدافع الجوع، لکن المثير للسخرية و التهکم هو إن قوانين هذا النظام لاتشمل من يسرقون و ينهبون المليارات و الملايين من ثروات الشعب الايراني، فتجهم أحرار و يتمادون أکثر فأکثر في سلبهم و نهبهم لثروات الشعب الايراني.
أنباء السرقات و الاختلاسات و حالات الفساد في ظل نظام الملالي، مستمرة على قدم و ساق، وليس بالامکان إنتظار نهاية لهکذا أنباء، لأن النظام بنفسه يقوم على الفساد و يشجع و يساعد عليه، ولعل ماذکرته صحيفة «وطن امروز» الحكومية في عددها الصادر يوم 12 فبراير من أن حبيب الله حقيقي رئيس لجنة ما يسمى بمكافحة تهريب السلع والعملة اعترف باختلاس قدره 800 مليون دولار وقال: من حوالي 900 مليون دولار من مضبوطات السلع المعربة في العام الماضي تم تسليم حوالي 90 مليون دولار الى منظمة الأموال المملوكة فقط. ولم يشر الى أنه في جيوب من دخلت 810 مليون دولار الأخرى، لکن حقيقي هذا لايزال مستمرا في عمله و کأن شيئا لم يکن، في الوقت الذي يتم فيه بزج من يسرق بيضة أو بيضتين بدافع الجوع في السجن!
الاوضاع الاقتصادية بالغة الوخامة في إيران و التي تزداد سوءا عاما بعد عام حتى أوصلت الشعب الايراني الى شفير الهاوية و جعلت منه يعاني من الفقر و المجاعة و کل أنواع البٶس و الحرمان و الشقاء في الوقت الذي تنعم فيه إيران بثروات هائلة کنا بإمکانها أن توفر کل أنواع الرفاهية و الرخاء لهذا الشعب، لکن هذا النظام و مثلما صادر حقوق هذا الشعب ولاسيما حرياته، فإنه في نفس الوقت عمد و يعمد الى إفقاره و تجويعه وهو يتصور بأنه ومن خلال ذلك سيشل قدراته و ينهي کل تحرك مضاد ينوي القيام بها ضد النظام.
مئات المليارات و آلاف الملايين من ثروات الشعب الايراني المنهوبة أو المهدورة على يد قادة و مسٶولي هذا النظام، هي في حد ذاتها کافية لکي يتم محاسبة و مساءلة قادة و مسٶولي هذا النظام و محاکمتهم بسبب ذلك، وليس أن يبقون يمارسون سلطتهم و يحکمون الشعب بالحديد و النار و يسرقون ثرواته في وضح النهار، وإننا نتساءل: في الوقت الذي يعاني فيه أغلبية الشعب الايراني من الفقر و الجوع، فما هو الدافع لکي يبقى المرشد الاعلى للنظام ممتلکا لثروة تقدر ب 95 مليار دولار؟ ولماذا لايتم صرف هذه الثروة الهائلة التي هي أساسا ملك للشعب الايراني على الفقراء و المعوزين و الجائعين منه؟
نظام الملالي، أو بالاحرى نظام حماية اللصوص الکبار و الفاسدين، وعدو الفقراء و المحرومين، هو نظام لايرتجى أي أمل من ورائه و ليس هناك من خيار لإصلاح أوضاع الشعب الايراني إلا بإسقاط هذا النظام، تماما کما طالبت و تطالب المقاومة الايرانية منذ أکثر من 3 عقود.