الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: الارهاب والتطرف الدينينظام ملالي ايران و كأس السم التي لا بد منها!

نظام ملالي ايران و كأس السم التي لا بد منها!

علي القاسمي
الحياة – علي القاسمي : سيكون على طهران بعد رحيل هاشمي رفسنجاني الاهتمام جيداً بالداخل لا سيما أنها كانت تركله بعنف وتمارس معه مئات الألعاب وحقنته بالمشاعر الدينية المختلة والطقوس العبثية التي ظن النظام لسنين طويلة أنها تكفي لإخفاء الخلل والترهل والسقوط العام.

الحرس الثوري الذي يمارس وحشيته كقوة عسكرية أولى في إيران يركض بأقصى طاقته ليرسخ كل حضوره ويحظى بسلطة أعلى ونفوذ أكبر لا سيما أن العلاقة كان يشوبها التوتر مع الزعيم الديني السياسي رفسنجاني، لذا فدموعهم عليه كدموع التماسيح بالضبط. كنت أضحك على وصف الخميني لرفيقه في النضال المائل «رفسنجاني» بأنه كأس السم التي لا بد منها كرد على مسؤولية الأخير عن قبول إيران قرار مجلس الأمن بوقف الحرب مع العراق، وهنا تعرف علاقة العمائم الصفوية ببعضها وكيف هي قائمة على الطعن والتناقض والتضاد والبيئة الغنية بالخلاف المبني على مصالح متباينة ونوايا متذبذبة ولصيقة بالشك أكثر من أي شيء آخر.

النظام الإيراني المشبع بالطائفية والأحلام المجنونة والتوسع على حساب إحراق الممكن يرتعش وسيكون الصراع على السلطة مختلفاً ومختطفاً بين التيارات العسكرية الدينية، فالتغول العسكري الممثل في الحرس الثوري سيثير الرعب في المجتمع الإيراني المغلوب على أمره منذ المراحل الأولى للقسوة والقهر، والتغول الديني على الجانب الآخر الممثل في العمائم والملالي من أجل أن يكون هو المتسيد والمتحكم في المفاصل وعضلات الألعاب السياسية وسيد الكراسي الموسيقية في البدء والتحول الدموي اللاحق. الشأن الداخلي الإيراني لن يكون على ما يرام في القادم من الأيام لا سيما أن رفسنجاني كزعيم سياسي بالغ التأثير والحضور كان حاضراً بشيء من الجمل القابلة للأخذ والرد والتفاؤل اليسير في أن ثمة صوتاً يتحدث بطريقة مختلفة. هذه الطريقة، ليس شرطاً أن نتفق عليها أو نعجب بها لكن نتحاور على أطرافها أو ننطلق منها ومعها الى مساحات مطمئنة ولو للعيش بعيداً عن الصراعات والتصفيات ومراوغات ما تحت الطاولة للنظام وزعمائه.

رجال الدين في إيران لا أمان بينهم وقادرون على تصفية بعضهم البعض متى كانت الفرصة متاحة ومواتية، هم إرهابيون بالفطرة لأن من يعارضهم سيجد نهايته بالتصفيات والقتل المدروس بعناية. رجال الدين في إيران يرتدون أكثر من عباءة على صعيد الإغراء والمراوغة والخداع، لكن عباءة الأحب عندهم هي عباءة المذهبية الطاعنة في التفتيت والتفكيك العصيّ على الاعتدال والتسامح والإصلاح. كثيرون يأخذهم الأمل والتوقع بأن نظام إيران آيل للسقوط بعد مغادرة أفضل العمائم السيئة لمنصة الحراك المحتقن دينياً وعاطفياً، لكن المرض الطائفي والحقد الإيراني لا يمكن أن يتغيرا إن لم ينطلق التغيير من الداخل، وهنا يمكن التفاؤل بأن النظام على مرمى ما من تغيير جلده وعباءته بمعنى أدق.