الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: الارهاب والتطرف الدينيانهيار أحد ركني نظام ولاية الفقيه

انهيار أحد ركني نظام ولاية الفقيه

رفسنجاني وخامنئي
رفسنجاني وخامنئي
في أعقاب موت رفسنجاني أكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية قائلة: « رفسنجاني كان دوما الرجل الثاني للنظام بيضة القبان له وكان له دور حاسم دوما في حفظ النظام. نظام الملالي يفقد الآن مع موته توازنه الداخلي والخارجي».

والجدير ان نتأمل قليلا هذه الجملات لنرى لماذا كان رفسنجاني بيضة القبان؟ وله دور حاسم في حفظ النظام؟ ولماذا مع موته من الساحة السياسية يفقد نظام الملالي توازنه الداخلي والخارجي؟ ألا يمسك زمام السلطة التنفيذية والحكومة وكذلك جزءا من السلطة التشريعية والبرلمان وكل ذلك عن طريق روحاني وكان النظام يعتمد عمليا على ركنين؟ ألم يكن النظام مشلولا عمليا إثر هذا الصراع على السلطة الناجم عن وجود هاتين الدعامتين ويتمكن خامنئي حاليا برحيل رفسنجاني من تمرير سياساته المطلوبة دون أي منافس وأي إزعاج من قبل رفسنجاني؟

نعم، في نظرة عابرة الى القصة يبدو أن موقع خامنئي قد تعزز وزادت قوته ووجد له يد أكثر طولى الا ان هذه النظرة تدل على النظر من زاوية مغلقة داخل النظام وبين الزمر الحاكمة، بينما في عالم الواقع ان الأمر لم ينحصر في داخل النظام بل ينحصر بين النظام من جهة والشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من جهة أخرى.

وفي ما يتعلق بحفط تعادل النظام الداخلي، كان رفسنجاني يستشعر بالخطر بحسه اللاالثوري ويهرع الى إنقاذ النظام في الأوقات الحرجة والمنعطفات الخطيرة كانت إحداها إقناع خميني بتجرعه كأس السم لوقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية لانه قد تلقى رفسنجاني جيدا رسالة جيش التحرير الوطني الإيراني أثناء فتح مدينة مهران وهتاف المقاتلين بـ «اليوم مهران وغدا طهران».

وكان منعطفا آخر أثناء مهزلة الإنتخابات في عام 1998 حيث استشعر رفسنجاني مرة أخرى بالخطر وحذر خامنئي من أنه اذا أصر على أن يعطي زمام السلطة إلى مرشحه المطلوب أي الملا ناطق نوري ولم يخضغ لقبول محمد خاتمي فان النظام سيتفكك وهذا هو نفس التحذير الذي لم يقبل به خامنئي عام 2009 مما أدى إلى حدوث الإنتفاضة حيث دفع النظام إلى هاوية السقوط.
ومنعطف آخر كان في عام 2013 عندما شعر رفسنجاني مرة أخرى الخطر ورشح نفسه للإنتخابات الرئاسية الا ان خامنئي سد طريقه ورفض أهليته عن طريق مجلس صيانة الدستور الا ان رفسنجاني الذي خرج من الباب دخل من الشباك مرة أخرى عن طريق رئاسة روحاني حتى بتجرعه كأس السم النووي إلى خامنئي قد منع من خناق النظام فبالتالي إسقاطه، حسب ظنه.

وفي ما يتعلق بحفظ تعادل النظام الداخلي والخارجي واضح جدا ان النظام محاصر بالظروف الإقليمية والدولية وهي ظروف لا يتحملها نظام ولاية الفقيه الاستبدادي العائد الى قرون الظلام. وكان رفسنجاني العنصر الوحيد الذي كان بامكانه أن يجعل التعامل مع النظام مرنا للمساومين الغربيين. وهذا واقع يؤكده الكثير من المراقبين والمحللين الغربيين منها:
سي ان ان: رفسنجاني وطوال نشاطاته السياسية كان يعرف كرأس جسر لعلاقات أفضل مع الغرب.
نيويورك تايمز: مع موت رفسنجاني… أي نوع من أجواء المناورة للاصلاحيين قد انحسر بشكل لافت.
وكالة أنباء بلومبرغ: «رفسنجاني… اقترح الاقتصاد الحر خارج عن سيطرة الحكومة وكان يروج رؤية اعتدالية أكثر من نظرائه».
الآن وبعد موت رفسنجاني فان أي توهم بشأن تحمل نظام الملالي التسوية مع المجتمع الدولي قد زال وأن واجهة التظاهر بالاعتدالية للنظام الفاشي الديني الحاكم قد تحطمت.

كما ومن جهة أخرى وبموت رفسنجاني فان أهم مانع أمام الولي الفقيه لجعل نظامه منكمشا قد زال. ولو أن رؤية خامنئي التي كانت تطمح الى سوريا باعتبارها «العمق الستراتيجي» قد تحولت الى كابوس له ولكن لا يمكن بعد الاجابة على سؤال ما اذا كان خامنئي وهو محاصر بالآزمات ، يعتمد بعد رحيل رفسنجاني خط اثارة الحروب وتصدير الارهاب في الخارج وخط الانكماش في الداخل. على أية حال لم يعد رفسنجاني حيا ولا أحد آخر قادرا على العمل بدلا من رفسنجاني لايقاف التحركات المنفلتة للحرس والبسيج والملالي البلداء. ولهذا فان ماكنة نظام الولاية وبفقدها هذا الكابح، قد أصبحت أكثر وهنا وبدأت تتسارع في انحدار السقوط.
نعم، قد أصدر الموت حكم الفصل بين هذين القرينين المتناقضين الغير مفترقين (خامنئي ورفسنجاني)، فان الأحداث والتطورات المقبلة ستثبت أكثر من أي وقت آخر أن موت رفسنجاني يحمل رسالة ورمزا لموت وزوال النظام برمته.