وكالة سولا پرس – صلاح محمد أمين: تتابع الاحداث و التطورات بصورة سريعة و غير مسبوقة في سوريا، حيث يصاحبها إستخدام استثنائي للقسوة المفرطة بأبشع صورها و أساليبها من جانب قوات النظام السوري و الحرس الثوري و الميليشيات الطائفية العميلة لها الى جانب الطيران الروسي، ضد الشعب السوري المنتفض بوجه جلاديه، يدل على إستعجال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و سعيه لإستباق الاحداث قبل إستلام الرئيس الامريکي المنتخب دونالد ترامب لمهام منصبه، خصوصا وإن الاخير سيکون مختلفا عن سلفه أوباما الذي کان عهده فترة ذهبية لطهران.
طهران التي تبذل کل مابوسعها من أجل إيجاد ثمة تسوية للأوضاع في سوريا بما يضمن بقاء النظام الدکاتوري للأسد و يحفظ نفوذه و دوره هناك کي يساهم ذلك في إبعاد شبح الخطر المحدق به فيما لو سقط النظام السوري، والذي يظهر إن طهران فرحة و منتشية الى أبعد حد بماقد جرى في حلب ظنا منها بأن ذلك سيحسم أمر الثورة السورية، لکن الذي فات طهران و النظام السوري معا هو إن 22% من الاراضي السورية تخضع لسيطرة دمشق، بل وإن حلب ذاتها يخضع 18% منها له، ناهيك عن إنه محاصر فيه، ولهذا فإن هذا الصخب و الضجة المثارة حاليا لأهداف إعلامية و سياسية و نفسية بحتة سوف لن تستمر طويلا خصوصا وإن الشعب السوري مصمم أکثر من أي وقت آخر على إسقاط النظام و تغييره.
الاستعجال المفتعل لهذا النظام و حلفائه في سوريا من أجل حسم الاوضاع فيها قبل إستلام ترامب لمهام عمله، يأتي في الاساس خوفا و رعبا من ما قد تحدث عنه ترامب عن ضرورة وجود منطقة آمنة في شمال سوريا وهوما أكدت عليه المعارضة السورية وتركيا منذ سنوات وكذلك المقاومة الإيرانية حيث كان من بين البنود التسعة التي أعلنتها السيدة رجوي كمبادئ لحل الأزمة السورية، ذلك إن إقامة منطقة کهذه بمثابة توجيه ضربة سياسية قوية لکل الاطراف المتحالف في سوريا و هو في نفس الوقت بمثابة إعتراف دولي بتواجد المعارضة السورية على الارض رغم أنف النظام.
سياق سير الاحداث و التطورات في سوريا على الرغم من کل الاستعجال غير العادي فيها من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن لايبدو أبدا بأن هذا النظام سيتوفق فيها في النهاية ذلك إن ثورة مندلعة منذ عام 2011، و قدم خلالها الشعب السوري مئات الالوف من الشهداء، لايمکن أبدا إخمادها بهکذا سيناريو خشبي لايعتمد أو يقف على رکائز أساسية ثابتة تستمد قوتها من الواقع السوري ذاته.