عبد الكريم عبد الله-كاتب وصحفي عراقي:ما الذي سيفعله نجاد في العراق؟؟ ذلك هو السؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة في كل مكان ومجلس ومنتدى وحتى في الشارع العراقي، بعد كل تلك الحصيلة والرصيد المرتفع والمتزايد من الكره والبغض والادانة الذي يسجله نظام طهران يوميا في نفوس العراقيين، فمسلسل التغلغل الايراني في العراق، والتدخل في شؤونه، والسعي لاستبدال (الاحتلال الاميركي) بالاحتلال الايراني، امور لم تعد خافية على احد، وما يكتشفه العراقيون يوميا، من مخابيء ومخازن للعتاد والسلاح الايراني المنشأ والصنع والمصدر والمرجعية، في المدن العراقية
يكشف الى أي حد اوغل هذا النظام في دروب الجريمة ضد العراقيين وسفك الدم العراقي، فما الذي ياتي من اجله نجادالى العراق اذن؟؟ اهو ات ليرى ما فعلت يداه بابناء هذا الشعب؟؟؟ ام كيف يجد طرقا اخرى للقتل والنهب والسرقة يتفق عليها مع ازلامه في صفوف الحكومة العراقية؟؟
وهو يعلم ان عراقيا واحدا لايرضى باستقباله حتى على خط الحدود العراقية الايرانية لوكان يمتلك ارادته في القرار وارادته في فرض سيادته على الارض، وخياراته على وفق ثوابته الوطنية، وعلى هذا العلم، فهو انما يقول للعراقيين عموما، انا ادخل بيتكم من بابه المفتوح، وبغير حاجة الى تفويض او قبول او اذن منكم!! بل انا ات لاتحداكم في منعي، وكم هو مؤلم وجارح اننا فعلا كعراقيين، غير قادرين على ردعه، لانه ونظامه نجح في تقطيع اوصالنا بايدينا واجهز على بقيتنا بسيوفنا، الا انه في الجانب الاخر، كشف في الحقيقة، كل اولئك الذين سمحوا له ان يمر من بوابات العراق، من المتواطئين مع المشروع الالحاقي الايراني، تحت ذرائع الدبلوماسية والتوجهات التصالحية مع الجار والعالم للعراق الجديد كما يسمونه – عراق المهانة – كما يجعلون منه، دون ان يقول احدهم ان العراقيين بطبيعتهم وكينونتهم الحضارية والتاريخية تربطهم بايران روابط وثيقة اقتصادية واجتماعية وثقافية، تاريخية، تلك الروابط التي تجذرت في تربتي الشعبين، انما لا النظام الحاكم في طهران يمثل ذلك الوجه الايراني المشرق الذي نعرفه لايران وللايرانيين جيران الابد، ولا حكومة العراق، تمثل ارادة العراقيين الحقيقية، ولهذا فان ابسط مايقال ان من دعاه الى زيارة العراق لا يملك هذا الحق تماما كما لا يملك نجاد حق دخول العراق دون رضا ابنائه، ولهذا فهي زيارة بؤس على بؤس، وهي لن تثمر الا البؤس، ولن يكون لها على الصعيد الشعبي الا المرارة، فلن يقتنع الشعب الايراني ان (كبير لصوصه) سيمد يد العون الى العراق، وسيفي بطموحات وارادة شعوب ايران في علاقة حسن جوار موثوقة مع العراقيين، ولن يقتنع العراقيون ان (كبير القتلة) القادم من طهران، سيمد يده في هذا (الاقتحام) بلا خنجر .. بؤس على بؤس، فبئس الزيارة وبئس منفذها وبئس من يرضاه