دنيا الوطن – سهى مازن القيسي: بين کل فترة و اخرى، يطل مسؤول من النظام الايراني على العالم ليتفاخر بأن نظامه حقق نجاحا بأن نقل مواجهاته و حروبه الى خارج حدوده وان أية حرب فيما لو وقعت فإنها ستحدث بعيدا عنهم، وهذا الزعم صفق و زمر و طبل له کالعادة الابواق التابعة لهذا النظام و کذلك الاقلام المأجورة له هنا و هناك و سعوا من أجل تبريره بمختلف الطرق.
هذه التصريحات التي يستخدمها النظام عادة للإستهلاك الداخلي بشکل خاص، يحاول من خلالها التأکيد على قوته و على أنه قد صار أمرا واقعا و مفروضا على المنطقة ولايمکن المساس به، لکن هذا النظام يتناسى بأن الحروب و المواجهات الخارجية التي يفتعلونها و يشعلونها هنا و هناك، هي ليست نزهات او جولات عادية وانما هي أيضا لها تبعاتها و تأثيراتها السلبية، ذلك أن الاقتصاد الايراني المتداعي و المتهالك على بعضه تتجسد معالمه و مظاهره بکل وضوح على الشارع الايراني، حيث إزدياد نسبة الفقر بشکل استثنائي و إزدياد الفوارق الطبقية بشکل غريب الى الحد الذي صار فيه أکثر من 70% من سکان إيران تحت خط الفقر، هذا الى جانب المشاکل الاجتماعية المختلفة الناجمة عن الفقر من حيث زيادة نسبة الجريمة و الادمان على المواد المخدرة و البطالة و إزدياد حالات الطلاق التفكك الاسري بالاضافة الى قلة حالات الزواج و زيادة نسبة العزوبية بين الجنسين.
التفاخر بأن الحروب و المواجهات فيما لو حدثت بين النظام و أعدائه و خصومه فإنه ستقع خارج حدودهم، هو أيضا تفاخر بائس و يرثى له، ذلك انه وعلى إفتراض حدوث حرب او مواجهة بين هذا النظام المتهالك داخليا و بين الدول الکبرى على خلفية مشروعه النووي او أي أمر آخر من هذا القبيل، فإن هذه الدول ستباشر حربها بالتکنلوجيا العسکرية المتطورة، وان الطيران الحربي و الصواريخ الموجهة بعيدة المدى تطال أعماق إيران، وان مثل هکذا مواجهة لو حدثت فإن النظام ليس بمقدوره کما يزعم الاستمرار لأنه معزول جماهيريا و مکروه و منبوذ إقليميا لأدواره الشريرة و العدوانية التي طالما قام بها ضد دول و شعوب المنطقة، ولذلك فإن نهايته ستکون کارثية من دون أدنى شك و ليس کما يصور في سبيل إرعاب و تخويف أعدائه من دون طائل.
هذا النظام الذي يحاول عبثا نقل حروبه و مواجهاته الى خارج إيران ظنا منه أن ذلك کفيل بإبعاد الخطر و التهديد عنه و إنقاذه من المصير الذي ينتظره أثر سياساته المشبوهة بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، لکنه يحفر رمسه بيده لأن لکل فعل رد فعل و مازرعوه بالامس من سيحصدون نتائجه اليوم او غدا، وان الارض التي بدأت تهتز تحت أقدام هذا النظام في العراق و سوريا و لبنان، حيث باتت نسبة الکراهية و الرفض لهم تزداد بصورة غير عادية بين شعوب هذه البلدان، وصار نفوذه و هيمنته بمثابة کابوس على صدور هذه الشعوب و تسعى بکل طاقاتها للتخلص منه و إزاحته بعيدا عنها، بالاضافة الى أن رفض و مقاومة الشعب الايراني لهذا النظام تتعاظم يوما بعد يوم ناهيك عن أن المقاومة الايرانية أيضا تحرز إنتصارات سياسية باهرة و تحطم الاطواق المفروضة عليها من جانب النظام بفعل والتي کان آخرها نجاح عملية نقل سکان مخيم ليبرتي الى خارج العراق و إفشال مخططات طهران من أجل القضاء عليهم و إفشال العملية بشتى الطرق و الاساليب ناهيك عن إنفتاح شعوب و دول المنطقة و العالم و القوى السياسية على المقاومة الايرانية، کل هذا يؤکد بأن مستقبل هذا النظام قد صار على کف عفريت.