دنيا الوطن – مثنى الجادرجي: إنتقال آخر وجبة من المعارضين الايرانيين المتواجدين في مخيم ليبرتي الى البانيا، والذي شکل صدمة و هزيمة جديدة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تضاف الى سجل هزائمه المختلفة أمام المقاومة الايرانية التي ماأنفکت تقارع هذا النظام منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، وهو قد تزامن مع مجموعة متغيرات على الساحة الايرانية سارت کلها بسياق لم يصب في مصلحة هذا النظام.
المعارضون الايرانيون في العراق، والذين واجهوا ظروفا و أوضاعا صعبة منذ 14 عاما بعد الاحتلال الامريکي للعراق و تزايد نفوذ و هيمنة طهران على هذا البلد، وإن سلسلة الهجمات العسکرية و الصاروخية التي تعرضوا لها الى جانب الحصار الشامل الذي تم فرضه عليهم، قد کانت دليلا على إن هذا النظام يسعى من أجل إبادتهم و القضاء عليهم بصورة کاملة، لکن الذي أصاب النظام بالذعر و أثار في نفس الوقت إعجاب العالم، هو ذلك الصمود و المقاومة الاسطورية التي أبداها السکان بوجه کل تلك المخططات الدموية.
عملية نقل السکان من العراق الى البلدان الاوربية و التي إستغرقت أکثر من أربعة أعوام بفعل النشاطات و التحرکات المعادية لطهران و التي سعت على الدوام من أجل عرقلة و إفشال تلك العملية و السعي لإبقاء السکان تحت رحمة مخططاته المشبوهة، غير إن النشاطات و التحرکات السياسية المضادة لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، و التي لم تتوقف ولو لوهلة واحدة، نجحت في تذليل العقبات و إفشال المخططات المعادية للنظام و إلحاق هزيمة منکرة بها، وإن يوم التاسع من أيلول2016، والذي شهد إنتقال آخر وجبة من السکان من العراق الى البانيا، کان إعلانا مدويا للإنتصار السياسي الجديد الذي تحققه السيدة رجوي و الذي يضاف الى قائمة الانتصارات الاخرى التي تحققت خلال الاشهر الاخيرة.
هذا الانتصار السياسي الذي سبقه قضية نشر التسجيل الصوتي للمنتظري و الذي جاء کدليل إثبات دامغ بتورط النظام بإبادة 30 ألف سجين سياسي عمدا و عن سابق إصرار، وهو ماأدى الى ردود فعل داخلية و خارجية قوية ضد النظام، وإن النشاطات و الفعاليات الاحتجاجية المکثفة للجالية الايرانية في مختلف أنحاء العالم ضد طهران يقابله أيضا تحرکات و نشاطات إحتجاجية في الداخل مع تصاعد السخط و الرفض الجماهيري لممارسات النظام القمعية و مواجهتها، ولاسيما وإنه”أي النظام”، تحاصره الازمات و المشاکل من کل جانب و يکاد أن يعاني من حالة إختناق من جراء ذلك، وکل هذا يدل على إن مخاض التغيير قد بدأ في إيران و إن الفجر و الغد الجديد في طريقه للولادة.