وكالة سولا پرس – يلدز محمد البياتي: الموفقية کانت أخيرا من نصيب منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في إخراج أکثر من 2000 من أعضائها المتواجدين في مخيم ليبرتي في العراق، وقد إعتبر المراقبون و المحللون السياسيون تکلل عملية إعادة توطين سکان ليبرتي بالنجاح على الرغم من کل المعوقات و المخططات المضادة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بمثابة إنتصار سياسي جديد للمنظمة و هزيمة أخرى لطهران في صراعها و مواجهتها معها.
منظمة مجاهدي خلق التي کان لها الدور الاکبر و الاهم في إسقاط نظام الشاه و إنتصار الثورة الايرانية، کانوا القوة السياسية الوحيدة التي وقفت بحزم و إصرار ضد نظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للدکتاتورية الملکية ولکن تحت غطاء الدين، ولهذا فقد کان لها الفضل الاکبر في توعية الشعب الايراني و العالم أجمع من حقيقة هذا النظام و کذب و زيف مزاعمه الظاهرية وبطبيعة الحال فإن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا و الذي کان جانب منه مجزرة صيف عام 1988والذي تم فيه إبادة 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، ومن غرائب الصدف أن تقترن ذکرى تأسيس المنظمة مع نشر الملف الصوتي للمنتظري و الذي يعترف فيه بمسٶولية قادة و مسٶولين في النظام عن إرتکاب تلك المجزرة.
سکان ليبرتي الذين کانوا يعتبرون نموذجا و قدوة للشعب الايراني ولاسيما في مقاومتهم و صمودهم أمام حملات و مخططات النظام، لم يکف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولو ليوم واحد عن إلحاق الاذى بهم من خلال مخططاته المشبوهة ذات الطابع الدموي و المعادي للإنسانية، وقد بذل کل مابوسعه من أجل القضاء عليهم و إبادتهم بمختلف الطرق، بل وإنه إستخدم کل الطرق و الاساليب الملتوية من أجل الحيلولة دون إتمام عملية إنتقالهم لبلدان ثالثة من العراق، لکن و کما کان حال منظمة مجاهدي خلق في صراعها مع النظام دائما، فقد نجحت من خلال إصرارها و حنکة قيادتها في إتمام العملية يوم الجمعة الماضي المصادف التاسع من أيلول، حيث تم نقل آخر وجبة من السکان و البالغ عددهم أكثر من 280 شخص من بغداد الى ألبانيا، وبذلك فإنه لم يبق أمام النظام غير إجتراع کأس الهزيمة و الخذلان بهذا الصدد.
خلال الاعوام الاخيرة، شهد العالم کله و بصورة متعاقبة ملفتة للنظر، صعودا و تألقا غير مألوفا لمنظمة مجاهدي خلق من خلال الانتصارات السياسية المتتالية التي تحققها، فيما شهد العالم أيضا سلسلة من التراجعات و الهزائم السياسية المنکرة لطهران في صراعها ضد هذه المنظمة، وإن العالم کله بدء يترقب للحظة حسم هذا الصراع و الذي قطعا لن يکون في صالح طهران أبدا.