الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

ورطة الإيرانيين في «همدان»

 أمل عبد العزيز الهزاني -كاتبة سعودية
الشرق الاوسط – أمل عبد العزيز الهزاني -كاتبة سعودية : من حيث تيسير العمل العسكري، لا يهم إن كان الروس يستخدمون قاعدتهم في اللاذقية لشن ضربات جوية على مواقع تنظيم داعش والمعارضة المعتدلة،

أو يستخدمون «همدان»، القاعدة الجديدة لهم في إيران، النتيجة واحدة؛ صواريخهم ستصل متى شاءوا إلى حيث شاءوا، لكن من الجانب السياسي الفارق كبير. بشار الأسد رحّب بالوجود الروسي العسكري لإنقاذ نظامه في اللحظات الأخيرة من انهيار كان وشيكًا بفعل الجيش الحر، لكن لماذا يمنح الإيرانيون قاعدة عسكرية للروس على أراضيهم إن كانوا عمليًا ليسوا بحاجة إليها في عملياتهم في سوريا؟

مع هذا الخلط المحير للأوراق بتنا أمام أكثر من فرضية، قاسمها المشترك أن الأطراف النشطة حاليًا، وهم الروس والإيرانيون والأتراك، وإن اختلفت غاياتهم، اجتمعوا على وحدة الوسيلة، وهي تعزيز علاقاتهم العسكرية والاستخباراتية، وهي ساحة لعب كبيرة بعد أن تخلت عنها الولايات المتحدة الأميركية، مع الغموض المصاحب لنتائج الانتخابات الأميركية، وما إن كان الرئيس الجديد سيستمر في سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة كما فعل الريس باراك أوباما، أو سيحاول أن يستعيد موقعه وسط هذا الزحام والفوضى.

الولايات المتحدة ترى أن الوضع القائم حاليًا جيد بالنسبة إليها، لأن العواصم الثلاث، موسكو وطهران وأنقرة، متحمسة لضرب تنظيم «داعش» في سوريا، وهذه الدول من الناحية الشكلية تعنون تحالفها الثلاثي بالقضاء على «داعش». هذا الواقع سيرفع عن واشنطن عبء سوريا اللوجيستي والأخلاقي، وستكون أكثر تركيزًا في العراق الذي ساهمت في تدميره واحتلاله من الإيرانيين والميليشيات السنية والشيعية.
موسكو، الطرف الأكثر انتهازية، تحاول إلى أبعد الحدود الممكنة التربح من الخلاف السعودي الإيراني حول سوريا، وقد حافظت حتى الآن على علاقات جيدة مع الرياض رغم تضارب المصالح، والرياض بنفسها الطويل لم تغلق بابها أمام الروس، وأعتقد شخصيًا أن الرياض مطمئنة بأن موسكو حتى بقاعدتها العسكرية لن تغير من الواقع الإيراني شيئًا يستحق القلق، لأن مشكلة إيران الرئيسية اليوم هي وضعها الاقتصادي السيئ، وورقة القوة النووية التي انتزعت منها بالتوقيع على الاتفاق النووي، كما أن القاعدة العسكرية، على الأقل من الجانب الروسي، ليست موجهة ضد السعودية، ولو اتخذتها قاعدة دائمة فلن تكون قوة مضافة لإيران لتهديد السعوديين.

روسيا تتطلع لأن يكون لها مركز قيادة عسكري بين شرق آسيا وغربها، ومركز آخر على مشارف البحر الأبيض المتوسط، وأن تكون صانعة قرار دولي في المنطقة ومرجعًا لقضاياها التي تحتل معظم أجندة اجتماعات مجلس الأمن الدولي، هذا هدف قومي للرئيس فلاديمير بوتين لن يتخلى عنه.
تركيا، وذكرت ذلك في مقال أعقب فشل الانقلاب، ستقدم تنازلات كبيرة في الملفات الخارجية حتى تستطيع إحكام قبضتها في الداخل دونما قلق من تأليب الإيرانيين للأقليات الكردية في شرق تركيا، أو تعاون الروس مع الأكراد في شمال سوريا، وتقوية موقفهم للضغط عليها، كما أن تطبيعها مع الإسرائيليين ساهم في مصالحتها مع الروس، وتبقى واشنطن والأوروبيون مرتاحين خصوصًا أنه تطبيع مجاني، فلم يفك الحصار عن غزة، ولم يحقق أي مصلحة لأهلها، وهي الآن تضرب بثلاثين صاروخًا إسرائيليًا خلال كتابتي لهذا المقال، وكل ما سمح به للأتراك في غزة من مساعدات أو مشاريع تنموية لسكانها هو أقل بكثير مما قام ويقوم به الخليجيون. تركيا كدولة تواجه تحديات كبيرة في الداخل لن تضع السلام في غزة أو حل المشكل السوري أولوية، والرابح الأكبر بطبيعة الحال إسرائيل التي أصبحت تعيش حالة أمنية مستقرة لم تمر عليها منذ قيامها قبل ثمانين عامًا.

في رأيي، الدولة الأكثر ضيقًا وكدرًا من وجود القاعدة الروسية في إيران هي إيران نفسها، لأنها تنظر للروس على أنهم دخلاء متطفلون على منطقة تعدها مستباحة لها، أوقفوا طموحها التوسعي وباتت تأخذ الإذن منهم في أدق التفاصيل في سوريا وفي علاقتها مع تركيا. كل الأعمال المسلحة التي تنفذ في المنطقة منذ عقدين من الزمن تتقاسمها إسرائيل وإيران وتنظيم القاعدة ثم «داعش»، لم يشاركهم أحد هذا التمرد والعصيان والتعدي الصارخ على حياة الناس، الروس اليوم يقتحمون خط العمل المسلح دون أن يوقفهم أحد.
ورغم أن إيران تتوكأ على روسيا لتمديد بقاء حليفها بشار الأسد، فإنها لا تعرف كيف تتخلص من هذا الكابوس الجاثم على صدرها الذي لم يكتف بتنصيب قاعدة عسكرية له في محافظة اللاذقية، المحافظة التي يعول عليها الأسد في حال التقسيم، بل أيضًا تجرأت على طلب قاعدة على الأراضي الإيرانية. الروس يستخدمون الإيرانيين لأغراضهم السيادية في الوقوف أمام الغرب، الأوروبيون الذين أهانوهم بالعقوبات الاقتصادية بسبب موقفهم من أوكرانيا والولايات المتحدة الغريم التاريخي، وليس أمام طهران سوى القبول مرغمة من تحت ضرسها نظرًا لفشلها وحيدة في الإبقاء على نظام الأسد، الذي يعني انهياره تهديدًا لأمنها القومي ونهاية هيمنتها على العراق.