دنيا الوطن – حسيب الصالحي: الضجة و الدوي الهائل الذي أحدثه نشر التسجيل الصوتي للمرجع الايراني الراحل المنتظري، بشأن جريمة إعدام 30 ألف من السجناء السياسيين من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق ممن کانوا يقضون أحکاما قضائية في السجون الايرانية، عکست بشاعة الجريمة و إيغالها في الوحشية خصوصا وإن المنتظري يصفها في هذا التسجيل بأنها”أبشع جريمة ترتكبها الجمهورية الإسلامية الإيرانية” منذ تأسيسها في عام 1979.
هذه الجريمة التي تم تنفيذها بدماء باردة في صيف عام 1988، والتي عملت منظمة مجاهدي خلق کل مابوسعها من أجل حث المجتمع الدولي على إدانة الجريمة و محاسبة مرتکبيها خصوصا وإن منظمة العفو الدولية کانت قد إعتبرت هذه المجزرة بمثابة جريمة ضد الانسانية، ولکن و للأسف البالغ و بسبب الاوضاع و الظروف و العديد من الاسباب و العوامل الاخرى التي کانت کلها لصالح طهران في حينها، فإن المجتمع الدولي قد تجاهل هذه الجريمة و لم يهتم بها، لکن نشر هذا الملف الصوتي و ماجاء على لسان المنتظري الذي کان وقتها نائبا للولي الفقيه، قد أعاد هذه الجريمة للواجهة.
بشاعة هذه الجريمة و تستر النظام عليها طيلة الاعوام الماضية ومن ثم بروز دليل إثبات عيني على إرتکاب النظام لها، کل ذلك أسباب أکثر من کافية للعمل من أجل محاسبة هذا النظام و جعله يدفع ثمن إرتکابه لهذه الجريمة و الانتصار لآلاف الضحايا ممن قضوا حياتهم على يد هذا النظام، ويبدو إن الکثير من الاسباب و العوامل تتوافر الان من أجل سحب قادة و مسٶولي هذا النظام من الذين تورطوا في هذه الجريمة أمام المحاکم خصوصا وإن جرائمه و إنتهاکاته ليس بحق الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق فقط وانما أيضا بحق شعوب و دول المنطقة و العالم يدعو للعمل و التنسيق و التعاون مع منظمة مجاهدي خلق من أجل تحقيق العدالة التي ستخدم السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.
التسجيل الصوتي الذي يمثل الحق الناصع و البديهية التي لاتحتاج الى برهان بشأن إجرام هذا النظام بحق أبناء الشعب الايراني، ليس من بعده شئ يقال و يذکر ذلك إنه ليس بعد الحق إلا الباطل و الضلال، وإن الکرة الان في ملعب المجتمع الدولي و عليه أن يتخذ إجراءا و موقفا يعکس إلتزامه و إيمانه بالمبادئ و القيم الانسانية و يضع في نفس الوقت حدا لتمادي و غطرسة هذا النظام في إرتکابه لجرائم و الانتهاکات بحق أبناء شعبه.