الجمعة, 28 مارس 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهالمعسول الإيراني في أرض الكنانة

المعسول الإيراني في أرض الكنانة

Imageالحياة-عبدالله اسكندر: تصريحات إيرانية كثيرة صدرت أخيرا عن العلاقة مع مصر. وزوار رسميون إيرانيون كثيرون قصدوا القاهرة لمناسبات غير سياسية، ليعلنوا منها انهم في أشد الشوق الى معاودة العلاقة الديبلوماسية معها على مستوى السفراء.
وبالفعل أُستقبل هؤلاء الزوار على أرفع المستويات المصرية، بما فيها الرئاسة. وذلك بعد توسع في العلاقات التجارية والتبادل الاقتصادي. لكن القاهرة،

وفي كل المناسبات حرصت على تأكيد ان معاودة العلاقة الديبلوماسية على نحو طبيعي ما تزال تنتظر خطوات إيرانية مطلوبة منها. رغم ذلك، لم تمل طهران من تكرار ان المسألة تتعلق بالموقف المصري وان لا شروط لديها لإعادة العلاقات. في تلميح الى أن القاهرة غير قادرة على التطبيع، وحتى وإن كانت راغبة في ذلك، وان وراء عدم هذه القدرة احتمال ضغوط أميركية.
أي ان طهران تحاول ان تحمل القاهرة تعثر تطبيع العلاقات، من دون ان تقدم على اي تراجع في سلوكها وسياستها. وعندما يعلن كبار المسؤولين الايرانيين ان القضية مسألة وقت، فمن أجل تأكيد ان لا مشكلة تعترض العلاقات باستثناء الضغوط الاميركية. وتاليا ليس مطلوبا من طهران سوى الموافقة على هذه العلاقة، لا بل تعتبر ان أقصى ما تقدمه هو القبول بهذه العلاقة مع مصر التي وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل والتي تشكل قطبا في الإعتدال العربي.
وأغلب الظن ان هذا الهجوم الديبلوماسي الإيراني نحو عواصم الاعتدال العربي لا ينفصل عن استراتيجية محاصرة مفاعيل الضغط الاميركي، خصوصا في الملف النووي الذي ما زال مفتوحا على الاحتمالات الخطرة. ومن خلال الإصرار الإيراني على الاستمرار في برنامج التخصيب والتكتم على مناطق مظلمة منه، ومع توقع استمرار المواجهة مع مجلس الامن الذي يتجه الى حزمة أخرى من العقوبات، لا ترى طهران ضررا من السعي الى كسب حياد العرب في المواجهة، إذا لم تنجح محاولة ضمهم الى جانبها. ولذلك، توزع طهران الكلام المعسول في كل الاتجاهات العربية، من دون ان تتوقف عند حقيقة ان هذا الكلام عن المصلحة المشتركة والتعاون المتبادل يقتضي ان تعيد تقويم سياستها السابقة، بما يحترم سيادة الشريك ومصلحته.
عمليا، وبالنسبة الى مصر، ما تزال إيران الرسمية متمسكة بتمجيد قاتل السادات. وحتى لو وضعنا مسألة الكرامة الوطنية المصرية جانبا، فإن هذا التمجيد يعني الرفض الكامل لكل السياسات المصرية التي تمخضت عنها معاهدة السلام. لكن ما ينبغي ان يثير القلق أكثر هو ان الارهاب الذي ما تزال مصر تعاني آثاره، يجد تبريرا في هذا التمجيد. خصوصا ان تنويعات هذا الارهاب ضربت في اكثر من بلد عربي. وثمة شهادات ان ايران ما تزال تشكل «معبرا» و «ملاذا آمنا» لمطلوبين في بلدانهم بتهم الارهاب، وبعضهم مصريون. وثمة شهادات أخرى عن كون ايران قاعدة خلفية لاعضاء في «القاعدة» يتنقلون الى افغانستان والعراق.
وفي العراق، يذهب التدخل الايراني، عبر الدعم والتدريب والتعبئة في اتجاه يتعارض مع الاجماع العربي، خصوصا الذي ترعاه دول الاعتدال ومنها مصر، على ضرورة إعادة تركيب الوضع العراقي على قاعدة الاخذ في الاعتبار لكل مكوناته الطائفية والعرقية والمناطقية وعدم أخذ السُنة فيه بجريرة النظام السابق.
وعلى المستوى السياسي المباشر، وفي الوقت الذي كانت طهران تعلن رغبتها في التطبيع مع مصر، اندلعت ازمة معابر قطاع غزة التي وضعت مصر في مواجهة حرجة مع الفلسطينيين ومع الاتفاقات الدولية المشاركة فيها لضمان أمن هذه المعابر. وجاءت الازمة في ذروة الهجوم السياسي لـ «حماس» في الوضع الداخلي الفلسطيني، مستندة الى الدعم المباشر من ايران وسورية. بما دفع الى الاعتقاد بأن ازمة المعابر شكلت ضغطا على مصر، على المستويين الاقليمي والداخلي، أكثر من كونها اداة ضغط على اسرائيل لرفع الحصار الظالم عن القطاع.
وفي الوقت نفسه، تدفع ايران في اتجاه عرقلة خطة الحل العربي في لبنان والذي جاء بمبادرة مصرية – سعودية. وبغض النظر عن افتعال التفاصيل المعوّقة لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، تساهم ايران، من خلال رعايتها لـ «حزب الله»، العمود الفقري للمعارضة اللبنانية، ومن خلال دعمها لهذه المعارضة بأكثر من وسيلة، تساهم في استمرار الفراغ المؤسساتي في بلد عربي ترى مصر ان واجبها العمل على سده.
كل هذا السلوك الايراني تراه القاهرة وتطالب بمراجعته. وعند حصول هذه المراجعة (التخلي عن تمجيد الارهاب ووقف التدخل المباشر في القضايا العربية الملتهبة ومناهضة الاعتدال العربي)، يمكن عندئذ توقع علاقات طبيعة بين ايران والعرب.