الصباح الفلسطينيه – علاء کامل شبيب : ردود الفعل العنيفة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على اللقاء الذي جرى بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس و بين الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في باريس في 30 تموز الماضي، والتي إتسمت بطابع إنفعالي أقرب مايکون لنوبة هستيريا،
والتي لاتزال مستمرة آثارها و تداعياتها لحد الان، يستدعي التأمل و البحث فيه، خصوصا وإن هذا النظام يدعي منذ تأسيسه الدفاع عن القضية الفلسطينية وإن لقاء الرئيس الفلسطيني برئيسة المعارضة الايرانية، يمکن أن يعطي الکثير من الانطباعات السلبية عن حقيقة دعم طهران للقضية الفلسطينية. هذا اللقاء الذي تسبب في أزمة سياسية و دبلوماسية بين السلطة الفلسطينية و طهران، خصوصا بعدما وصف المتحدث بإسم الخارجية الايرانية الرئيس الفلسطيني بإنه عميل للاستخبارات الامريکية و هو مايعتبر في العرف الدبلوماسي اسلوب فظ يتسم بالوقاحة،
يراه العديد من المحللين و المراقبين السياسيين بمثابة تحد عربي للنفوذ و الهيمنة الايرانية على دول المنطقة و السعي لفرض خيارات محددة عليها من قبيل اللقاء و الاقتراب مع المقاومة الايرانية. لقاء عباس ـ رجوي، يمکن أيضا تفسيره من حيث إنه رفض للوصاية الايرانية على دول المنطقة و فرض رٶى سياسية ضيقة عليها تخدم مصلحة طهران، خصوصا وإن البيان شديد اللهجة الذي صدر عن منظمة فتح على أثر التصريحات الفجة و المتشنجة للمتحدث بإسم الخارجية الايرانية، قد دفع بالنظام الايراني الى تقديم إعتذار عبر القنوات الدبلوماسية عن تلك التصريحات و تراجعه عنها، وهو مايمکن إعتباره أيضا نقلة نوعية وخطوة بالاتجاه الصحيح من حيث التعامل العربي مع النفوذ و الهيمنة الايرانية على المشهد السياسي في المنطقة، ومن المرجح بأنه سيصبح منطلقا و منعطفا لمواقف مستقبلية أخرى بنفس الاتجاه و المضمون.
ردود الفعل و الانعکاسات و النتائج النهائية التي نجم عنه هذا اللقاء في محصلته النهائية، يدل و بکل وضوح على تراجع واضح للموقف الرسمي الايراني إن لم نقل هزيمته و إنکساره، وهو مايدل على الحقيقة التي طالما أکدت عليها المقاومة الايرانية من إن اسلوب الحزم و الصرامة هو الاسلوب الوحيد الذي يفهمه هذا النظام، حيث إن اسلوب المرونة و الليونة وماشابه مع هذا النظام يٶدي الى تعنته و غطرسته أکثر فأکثر، وإن المطلوب و بإلحاح هو أن تستفاد دول المنطقة من لقاء عباس ـ رجوي و يأخذون الدروس و العبر منه و لايأبهون للعنتريات الفارغة لهذا النظام و التي لاتهدف إلا لخداع دول المنطقة و التمويه عليها.