وكالة سولا پرس – رنا عبدالمجيد: لم يکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يتوقع أبدا أن يکون للتجمع السنوي للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية المنعقد في باريس في 9 تموز2016، کل ذلك الاثر و الصدى الکبير، ولاسيما عندما صار على رأس أهم الاحداث و التطورات السياسية في العالم، بعد تلك المشارکة الکبيرة و الواسعة للجماهير الايرانية فيه و الذي قدر بأکثر من 100 ألف مشارك.
الوفود المختلفة التي شارکت في هذا التجمع و التي قدمت من دول من خمسة قارات من العالم، ومن ضمنها وفود تمثل 15 بلدا عربيا، منحت للتجمع بعدا و عمقا إنسانيا فريدا من نوعه، بحيث أکد الطابع المبدأي الواقعي للمقاومة الايرانية الذي يدعو للتعايش السلمي بين الشعوب و يدعو للتلاحم و التکاتف و التعاون من أجل مواجهة الصعاب معا و بناء مستقبل أفضل للمنطقة.
إلتقاء الاراء و المواقف بين الوفود من مختلف أنحاء العالم من جانب و بين المقاومة الايرانية، جاء بمثابة دليل ساطع على إن شعوب المنطقة و العالم ترفض و بشکل قاطع التوجهات العدوانية المشبوهة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تٶمن بالتعايش السلمي فيما بينها، ولاسيما وإن الکلمات التي تم إلقائها في التجمع من جانب الوفود المختلفة من جهة و من جانب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من جانب آخر، أشارت کلها الى الدور بالغ السلبية لهذا النظام في إشاعة أجواء الاختلاف و الانقسام و التناحر بين مکونات شعوب المنطقة من أجل تحقيق أهداف مشبوهة على حسابها.
هذا التجمع الذي وصفته العديد من الوفود التي حضرته، بإنه کان عرسا للحرية و التضامن و التعايش السلمي بين الشعوب، لم يأت هذا الوصف إعتباطا وانما کان في مکانه تماما، لأنه و طوال الاعوام الماضية وخصوصا خلال التجمعات السنوية السابقة، کانت المقاومة الايرانية تٶکد على الدوام على قضية حرية الشعب الايراني من جهة و على قضية التعايش السلمي بين الشعوب و التي أخل بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ أن بدأ بتصدير التطرف الديني و الارهاب الى دول المنطقة و طفق يتدخل في شٶونها بطرق و اساليب مختلفة، وإن تجمع هذه السنة قد کان حصيلة حصاد جهد أعوام عديدة من الجهود التعبوية المخلصة التي بذلتها المقاومة الايرانية من أجل توعية الشعوب من الخطر المحدق بها من جراء مخططات هذا النظام.