دنيا الوطن – غيداء العالم: لم يکن اللقاء المهم الذي جمع بين المقاومة الايرانية و قوى الثورة السورية في مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في 11 من الشهر الجاري، بمناسبة حفل الافطار الذي أقامته المقاومة الايرانية، لقاءا عاديا و تقليديا وانما کان ذو أهمية خاصة جدا حظيت بإهتمام إقليمي و دولي لکونها عکست و جسدت إرادة و موقف الشعبين الايراني و السوري من الاوضاع الجارية في سوريا بشکل خاص و المنطقة بشکل عام.
الجرائم و الانتهاکات و المجازر التي قام بها تحالف(طهران ـ دمشق ـ الميليشيات الشيعية العميلة لطهران)، والتي أثبتت بربريتها و دمويتها المفرطة و ترکت آثارا و إنعکاسات عميقة جدا لدى شعوب المنطقة و العالم خصوصا بعد ان بدأت تستهدف المدنيين العزل و تسببت بهجرة 11 مليون إنسان و تهديم و تخريب ملايين الدور السکنية في سوريا، وقد کان المقاومة الايرانية سباقة لإصدار بيانات تحذر فيها من مغبة و تداعيات التدخلات السافرة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا و کيف إنها ستقود الى مصائب و کوارث إنسانية ستترك تأثيراتها على المنطقة کلها، لکن الصمت و التجاهل الدولي إزاء مايجري وخصوصا في مقابل التدخلات الايرانية جعلت طهران تستغل الفرصة و تتمادى في غيها أکثر.
لقاء باريس بين المقاومة الايرانية و قوى الثورة السورية و الذي تم بناءا على مبادرة ثورية من جانب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، عندما أعلنت شهر رمضان للعام 2016، شهرا للتضامن مع الثورة السورية و الشعب السورية، لتقدم مثلا و نموذجا إنسانيا مثاليا تجاه الاوضاع في سوريا و لتکسر جدار الصمت الدولي و تنبه الى الواقع المأساوي في سوريا و الذي هو في الحقيقة حاصل تحصيل الدعم المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المقدم الى نظام الدکتاتور السوري.
المقاومة الايرانية وإن کانت إمکانياتها متواضعة و محدودة و کونها محاصرة بالکثير من العوامل و الظروف الذاتية و الموضوعية، إلا إنها ومع ذلك تتجاوز صنمية الواقع فتحطمه لترنو الى مستقبل أرحب و تثبت بذلك بأن طموحها و مبادئها و أفکارها الانسانية النيرة أکبر و أسمى من أن يتم تحجيمها ضمن أطر معينة، وإن هذه المبادرة الهامة التي قدمتها السيدة رجوي، تٶکد مرة أخرى البعد و العمق الانساني للنضال الذي تخوضه المقاومة الايرانية ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و کيف إنها لاتسمح أبدا لهذا النظام بأن يتاجر و يزايد تحت إسم الشعب الايراني الذي يرفض التدخلات الايرانية في سوريا من ألفها الى يائها.