الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهقطار بلا كوابح

قطار بلا كوابح

Imageعبدالله الهدلق- غاب عام الحسم ولم يشهد عام (2007) مفاجآت أو منعطفات مهمة في مسار ازمة البرنامج النووي الفارسي المعقدة، حيث راوحت الازمة مكانها وواصلت كل الاطراف السعي نفسه الذي بدأته من قبل، وان كانت الازمة النووية لم تشهد مفاجآت واضحة الا ان شمس عام (2007) لم تكد تميل الى الغروب الا وكشف الديموقراطيون في امريكا عن مفاجأة لها دوافع انتخابية تقول: (ان الكيان الفارسي قد اوقف برنامجه النووي عام (2003) ولم يعد اليه منذ ذلك الحين)!

وعلى الرغم من سطحية تلك المفاجأة فقد رأى فيها طرفا الازمة ما يهوى، ففي الوقت الذي تعلق بها الكيان الفارسي (كشهادة براءة)! لم تغير الادارة الامريكية موقفها حيث رأت فيها واشنطن دليلا على ان الكيان الفارسي كان يدير برنامجا لتصنيع الاسلحة النووية في السر، وبذلك كذب التقرير دعاوى طهران بسلمية برنامجها النووي، دون ان يدرك الديموقراطيون ذلك.
تراوحت المواقف الامريكية والفارسية بين المرونة والتشدد، ولكنها لم تصل الى حافة الهاوية، فعلى الرغم من تعنت وتشدد الجانب الفارسي فقد حرص الطرف الرئيسي الثاني في لعبة شد الحبل النووية ـ وهو الولايات المتحدة الامريكية ـ على عدم الوصول إلى نقطة اللاعودة رغم انها لوحت كثيرا باستخدام الخيار العسكري، فلا انسحبت طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي ـ وهو ما هددت به كثيرا ـ ولا شنت واشنطن عملاً عسكريا ضد طهران، وربما يصبح متعينا على العالم الاعتراف للكيان الفارسي بالقدرة على امتلاك دورة الوقود النووي، فكما لم يرغب العالم في امتلاك باكستان القنبلة النووية او امتلاك البرازيل دورة الوقود النووي، لكنه كان مضطرا للتعامل مع تلك الحقائق في النهاية.
يمضي عام (2007) تاركا الكيان الفارسي محاطا بمجموعة عقوبات فرضها عليها مجلس الامة الدولي اواخر عام (2006) لعدم انصياعه لمتطلباته بوقف نشاطاته لتخصيب اليوارنيوم فالقرار الذي حمل رقم (1747) والصادر عن مجلس الامن في 24 مارس 2007 صدر باجماع الاراء، ذهب خطوة ابعد من القرار الاول رقم (1737) الذي صدر في ديسمبر 2006)، فقد فرض القرار الجديد حظراً على بيع وشراء الاسلحة من الكيان الفارسي، اضافة إلـى تجميد ارصدة العديد من الاشخاص المنخرطين في البرامج النووية والصاروخية الفارسية وقد مثلت تلك العقوبات لحظات المرارة والفشل التي منيت بها جولات طويلة وماراثونية من المفاوضات بين الكيان الفارسي من جهة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الاوروبي من جهة ثانية، لم تؤد الى نتيجة مرضية، فقد مضى قطار البرنامج النووي الفارسي بلا كوابح ليقطع اشواطا طويلة مؤكدا ان ايقاع نمو البرنامج النووي الفارسي خلال عام (2007) يتجاوز بمراحل عديدة ايقاع التفاوض، فقد امتلكت طهران عند بدء المفاوضات مع الاجماع العالمي (164) جهازا للطرد المركزي، وعند نهاية (2004) كان لدى طهران (500) جهاز تعمل بأقصى طاقتها، وتطمح الى تركيب اكثر من (50) الف جهاز في المستقبل المنظور، ومن الواضح ان الكيان الفارسي راكم خبرات تفاوضية منذ ان فرض الملف النووي الفارسي نفسه كأحد الملفات الساخنة على الساحة الدولية في عام (2003) بعد ان اتضح للعالم ان طهران تدير انشطة نووية سرية بعيدا عن اعين الوكالة الدولية للطاقة الذريةتبدو المفاوضات التي ادارها فريق التفاوض الفارسي بقيادة علي لاريجاني قبل ان يسلم المسؤولية
إلى خلفه سعيد جليلي، تبدو مستمرة دون نهاية وشيكة في الافق، ومما عزز مراوحة الازمة النووية للكيان الفارسي مكانها ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ وهي الهيئة الدولية المناط بها الاشراف والرقابة على استخدام الدول للطاقة النووية ـ لم تحسم الامر بشأن طبيعة البرنامج النووي الفارسي وخطورته وتهديده لدول الجوار والعالم.
تبقى الادارتان الامريكية والاسرائيلية مصممتين على عدم السماح للكيان الفارسي بامتلاك اسرار الطاقةـ النووية بعد ان ثبت للعالم اجمع ان طهران تستهدف من برنامجها النووي ما هو ابعد من الاستخدامات السلمية، حيث يمكن لطهران في اي وقت ان تستخدم تلك الاسرار لانتاج اسلحة ذرية حين يصبح المناخ الدولي مواتياً، ولان القوى الدولية مازالت متيقنة من رغبة طهران في فرض هيمنتها الاقليمية على منطقة شديدة الحيوية وتتقاطع فيها المصالح.
***
بصمات في سجل الرئاسة الامريكية
يلحظ المتتبع لجسل الرؤوساء الامريكيين عبر التاريخ ان لكل رئيس بصمة خاصة به يتركها في سجل الرئاسة قبل ان يغادر البيت الأبيض لتبقى علامة فارقة ونقطة مضيئة في سجله الرئاسي يتذكره الناس بها وتخلده على مرّ العصور فالرئيس الأمريكي هاري ترومان خلده قراره الحازم بضرب اليابان بالقنبلة النووية ليهزمها ويحفظ للولايات المتحدة الأمريكية عزتها وكرامتها واستقلالها، والرئيس جيمي كارتر نجح في اقناع مصر واسرائيل بتوقيع معاهدة كامب ديفيد الشهيرة فخلده نجاحه ذلك على مر العصور، والرئيس بوش الأب نجح في حشد التأييد الدولي لتحرير دولة الكويت من براثن النظام العراقي الحاكم المقبور، فخلده قراره ذلك، أما الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش فانه وان نجح في حرب تحرير العراق إلا أن زيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي يجب ان تقوده الى قراره الحكيم في نهاية ولايته ليضيف بذلك بصمته الى سجل الرئاسة الأمريكية، وهو قرار توجيه ضربة قاصمة وقاتلة للبرنامج النووي العسكري الايراني وشل قدراتها العسكرية التقليدية لكيلا تستمر كمصدر تهديد وتوتر وارهاب في منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط والعالم، وليخلده قراره العسكري بقهر الغطرسة واذلالها في سجل الخالدين.