دنيا الوطن – محمد حسين المياحي: تصاعد الصراع بين الجناحين الرئيسيين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الحاکم في إيران و بلوغه مرحلة متطورة قد تٶسس لأوضاع و تطورات جديدة بحيث ترسم إحداثيات جديدة في الواقع الايراني الذي تعصف به في الاساس مشاکل و أزمات حادة، وهو ما يٶکد بأن إيران وخلال المرحلة الحالية بدأت تسير بإتجاه من أهم مقوماته هو النيل من الرکائز و الدعائم التي بني على أساسها النظام.
الجدل الدائر حول الاوضاع في إيران و التي تسير بخطى متسارعة نحو المزيد من التأزم و التعقيد، والذي يسعى البعض للترکيز على جناح رفسنجاني ـ روحاني، و التعويل عليه في إجراء إصلاحات تمهد لتأهيله دوليا و صيرورته عضوا مقبولا في المجتمع الدولي، بيد إن تدقيق النظر في المشهد الايراني و التمعن فيه، يوضح بأن الاصلاح و الاعتدال الذي يتم التعويل عليه، هو مجرد تعبيرات و مفاهيم نظرية يتم إطلاقها في إيران من أجل تحقيق أهداف و غايات محددة.
الهزات العنيفة التي تعرض و يتعرض لها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال الحرکات و النشاطات الاحتجاجية للشعب الايرانية و الرفض الذي يواجهه إقليميا و دوليا، يدفعه للعمل من أجل البحث عن بدائل للمطاليب المطروحة شعبيا و دوليا بشأن إطلاق الحريات و ديمقراطية حقيقية، وإن الاصلاح و الاعتدال الذي يمکن إعتباره مناورة و لعبة خاصة من جانب النظام من أجل العبور من هذه المرحلة الصعبة بسلام، هدفه الاساسي هو التمويه على المطلب الاصلي للشعب الايراني و الذي يتجلى في التغيير، والملفت للنظر، إن المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة، أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد أصر خلال الاعوام الماضية على إن التغيير الجذري لهذا النظام من خلال إسقاطه هو طريق الحل الوحيد لکافة مشاکل الشعب الايراني.
الاصل و الاساس الذي يجب التعويل عليه من أجل إيجاد حل جذري و حاسم للقضية الايرانية من مختلف جوانبها يکمن في التغيير الحقيقي و الجذري لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و المجئ بنظام يٶمن بالحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان و المرأة و بفصل الدين عن السياسة و إنهاء التدخلات في المنطقة، وهو الامر الذي يحلم به الشعب الايراني و يتطلع الى ذلك اليوم الذي يتحقق فيه ذلك.