دنيا الوطن – نجاح الزهراوي: 160 مذنبا حدثا على الأقل ينتظرون حاليا تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم. ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من الأرقام المذكورة نظرا لأن استخدام عقوبة الإعدام في إيران غالبا ما يلفه الغموض والسرية. هذا ماقد جاء في تقرير لمنظمة العفو الدولية و ليس في بيانات المعارضة الايرانية، وهو مٶشر على مدى تردي الاوضاع المتعلقة بإنتهاکات حقوق الانسان في إيران في ظل ولاية الرئيس الايراني، حسن روحاني و التي تصفها بعض الاوساط بالاصلاحية المعتدلة.
الرئيس روحاني و أعضاء حکومته الذي دأبوا على المحاولة و السعي من خلال التعابير و الجمل المنمقة و البراقة على إضفاء الجمالية على عهدهم و تصويره على إنه العهد الافضل منذ قيام الجمهورية الاسلامية خصوصا فيما يرتبط بالامور المتعلقة بإنتهاکات حقوق الانسان، لکن تقرير منظمة العفو الدولية قد أسقط مابيد روحاني و حکومته ولاسيما عندما تمكنت منظمة العفو الدولية في تقريرها من تحديد أسماء وأماكن 49 مدانا حدثا يواجهون خطر تقديمهم إلى حبل المشنقة. الكثير منهم قضوا في المتوسط نحو سبع سنوات في انتظار الإعدام. اتضح من خلال حالات قليلة وثقتها منظمة العفو الدولية أن المدة الزمنية التي يضطر الجانح الحدث إلى قضائها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيه تتجاوز عقدا من الزمن. وهذا مايکشف الجانب الحقيقي و الواقعي لما يجري في إيران في ظل عهد الرئيس روحاني على وجه التحديد.
روحاني الذي زار فرنسا في 28 من کانون الثاني2016 ، وحاول خلال زيارته هذه کسب عطف و إهتمام الفرنسيين من أجل إعانته على مواجهة المشاکل و الازمات المختلفة التي تواجه حکومته و تعصف بها، جاءت التظاهرة الضخمة التي نظمتها المقاومة الايرانية في قلب العاصمة الفرنسية و طافت شوارع باريس لافتة أنظار العالم کله، فضحت روحاني و نظامه على حقيقتهما البشعة و کيف إن هذا النظام لايرحم طفلا أو شيخا أو إمرأة وانما يعتبر الجميع أعداءه.
هذه التقرير و الکثير من التقارير الاخرى التي لاتعد و لاتحصى، تزيح الغطاء عن الحقيقة البشعة و الکريهة لمزاعم الاصلاح التي دأب روحاني على الجهر بها، لکن الذي يمکن إعتباره الاهم من ذلك هو تلك التظاهرة الکبيرة التي ألقت الذعر في داخل الاوساط الحاکمة في طهران لإن کافة وسائل الاعلام العالمية و الاقليمية إضطرت تحت ضغط قوتها و ضخماتها من نقلها و تسليط الاضواء عليها، وإن هذه التظاهرة قد جاءت دعما و تأکيد على الحقائق الدامغة لجرائم و مجازر هذا النظام و دحض و تفنيد مزاعمه الکاذبة بشأن الاصلاح و الاعتدال.