المستقبل العربي – سعاد عزيز : لم يکن مجئ حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية في إيران بمثابة البداية الطيبة للمنطقة کما إعتقد البعض و تفائل بسبب من شعارات الاصلاح و الاعتدال وانما کان بداية واحدة من أسوء المراحل التي مرت بالمنطقة منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة.
الجمهورية الاسلامية الايرانية التي إعتمدت على مبدأ مايسمى ب”تصدير الثورة”، والذي لم يکن سوى تصدير التطرف و الارهاب و العنف للمنطقة، دأبت طوال أکثر من 35 عاما على تصدير التطرف الديني و الارهاب و العنف دونما إنقطاع لدول المنطقة وقد إنعکست تأثيرات ذلك في العبث بأمن و إستقرار هذه الدول و إيجاد و خلق و مشاکل عديدة لها، ومع إن طهران کان تٶکد على الدوام بإنها تحترم سيادة دول المنطقة و لاتتدخل في شٶونها، لکن الذي جرى و يجري في المنطقة لايتفق أبدا مع ماتدعە طهران.
الاوضاع في سوريا و العراق و اليمن و لبنان، تشير و بصورة واضحة جدا الى التدخلات المستمرة لطهران في هذه الدول و سعيها من أجل تنفيذ مخططات خاصة تستهدف فرض النفوذ و الهيمنة الايرانية على المنطقة کأمر واقع، ومع إن هذه التدخلات قد جرت في البداية تحت مبررات و مزاعم مختلفة صورت القضية وکإنها قضية دينية بحتة و أهدافها محددة، لکن الاحداث و التطورات الجارية أثبتت کذب و زيف تلك المبررات و المزاعم و أماطت اللثام عن حقيقة الاهداف و النوايا الاصلية التي تسعى إليها طهران و التي ظهرت حقيقتها الناصعة في عهد الرئيس حسن روحاني.
الاعتدال و الاصلاح و تحسين أوضاع حقوق الانسان و کذلك الاوضاع الاقتصادية في إيران الى جانب فتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول المنطقة بما يخدم السلام و الامن و الاستقرار فيها، کانت من ضمن الشعارات الاساسية لروحاني، وکما أسلفنا فإن شعوب و دول المنطقة قد رحبت بهذه الشعارات و تأملت في أن تسفر عن بداية صفحة جديدة في علاقة إيران بدول المنطقة، لکن الذي جرى ومنذ وصول روحاني الى الحکم في آب 2013، هو على العکس من ذلك کله، خصوصا فيما يتعلق بتصدير التطرف و الارهاب لدول المنطقة و التدخل في شٶونها، حيث إن التدخلات خلال عامين من حکم روحاني قد زادت بصورة غير مسبوقة، و ظهرت تأثيراتها السلبية على أکثر من صعيد.
في يوم 28 من هذا الشهر، سيقوم روحاني بزيارة لفرنسا يسعى من خلالها توثيق العلاقات مع هذا البلد بما يخدم الاوضاع المتدهورة في إيران، وفي هذا اليوم تحديدا، ستبادر المقاومة الايرانية لتنظيم تظاهرة ضخمة ضد تصاعد الاعدامات في إيران و تصدير التطرف و الارهاب لمختلف دول العالم، وفي هذه التظاهرة الضخمة سيتم فضح و کشف الانتهاکات و الجرائم و المجازر التي تم إرتکابها بحق شعوب المنطقة من خلال تصدير التطرف الديني و الارهاب إليها، فإنه من الضروري جدا أن تبادر الجالية العربية في فرنسا للمشارکة في هذه التظاهرة الضخمة و فضح شعارات روحاني الکاذبة و التي لاوجود لها أبدا على أرض الواقع.