علاء کامل شبيب – (صوت العراق) : لم تکن عملية تحرير الرمادي التي جرت بصورة تم فيها تهميش الدور الايراني من خلال محدودية مشارکة الميليشيات المسلحة الشيعية فيها، إلا رسالة أکثر من واضحة لطهران بخصوص إن دورها لم يعد يبعث على الراحة و ليس مرحبا به، ولذلك فإنها”أي طهران”، طفقت تبحث عن خيارات بديلة کي تتلافى هذا التطور المفاجئ الذي بين إن الحرب ضد داعش بإمکانها أن تسير من دون الايرانيين وإن العراقيين بمستوى المهمة.
تهميش الدور الايراني في تحرير الرمادي و الذي ينتظر أن يتم تهميشه أيضا في تحرير الموصل کما يرى العديد من الخبراء و المحللين، فإن إيران تبذل مابوسعها”طبقا للخبراء و المحللين”، من أجل البحث عن شخصيات عسکرية و سياسية موالية لها، کي تتولى قيادة و تمثيل الميليشيات الخاضعة لإرادتها في العراق، حيث إنها تبحث عن بدائل سنية بهدف وضعها في واجهة الميليشيات لنيل المقبولية في المناطق العربية السنية التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي.
هذه الاستعدادات التي تجري مع قرب موعد سفر الرئيس حسن روحاني لفرنسا و هي تهدف الى فتح الآفاق و الابواب المغلقة أمام إيران، حيث إن إيران التي لعبت دورا بالغ السلبية في الاحداث المرتبطة بتحرير المناطق السنية في محافظة ديالى و ماقد جرى فيها من عمليات تطهير و إبادة طائفية الى جانب عمليات تدمير مساکن أهل السنة و جرف بساتينهم و تهجيرهم قسرا من مناطقهم، تحاول طهران من خلال مناوراتها الجديدة هذه التغطية على ماضيها الاسود في ديالى و تکريت و تجميل صورتها من خلال ميليشيات سنية تابعة لها، وبطبيعة الحال فإن هذه الميليشيات التي تکون مسيرة و موجهة من جانب طهران لن تکون مختلفة عن أية ميليشيات أو أحزاب و جماعات تابعة لها أو أفضل منها و ستٶدي مامطلوب منها إيرانيا خصوصا وإنها تتلقى”ثمنا”و مقابلا أزاء ذلك.
الدور الايراني خصوصا في عهد روحاني”المفترض إنه إصلاحي و معتدل”، في المنطقة و الذي ألحق أکبر الاضرار بها وبقدر ماشهد من تصعيد فإنه قد شهد أيضا سعيا من جانب دول المنطقة و العالم من أجل تقليصه و تحديده کما جرى في اليمن و سوريا و في العراق، وقد إقترن ذلك مع عملية عاصفة الحزم و إعلان التحالف الاسلامي لمکافحة الارهاب و الذي تم إستبعاد إيران منه، کل هذا يجري و روحاني يشد الرحال الى فرنسا من أجل الانفتاح على العالم في الوقت الذي يسعى العالم للنأي بنفسه عن إيران بسبب من دورها المشبوه وهو أمر سوف يدرکه الفرنسيون وهم يستقبلون روحاني الذي ستستقبله في نفس اليوم أکبر تظاهرة من نوعها يتم تنظيمها من قبل المعارضة الايرانية.
