وكالة سولا پرس – صلاح محمد أمين: وخامة الاوضاع في إيران على مختلف الاصعدة و تزايد معاناة الشعب الايراني من جرائها الى الحد الذي يبدو وقد طفح به الکيل، أمر بات کبار المسٶولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية و في مقدمتهم الرئيس حسن روحاني على علم و إطلاع کاملين به و يعلمون إن عدم معالجة هذه الاوضاع و إستمرارها على هذه الشاکلة ستکون له آثار و تداعيات بالغة السلبية على الامن والاستقرار في إيران. طوال أکثر من عامين على إختيار روحاني کرئيس للجمهورية و مع کل الوعود المعسولة التي قطعها للشعب الايراني و للعالم ببدء صفحة جديدة في إيران، لکن لم يتم لمس أي تطور إيجابي للأمام وانما تزداد الامور و الاوضاع سوءا، ولم يقبض الشعب الايراني من روحاني شيئا سوى الکلمات و الجمل الرنانة الفضفاضة.
المسٶولون في الجمهورية الاسلامية الايرانية و في طليعتهم روحاني نفسه، يعلمون جيدا بإن سبب تردي أوضاع الشعب الايراني و وخامة الاوضاع الاقتصادي بشکل خاص، إنما يتعلق بالسياسات الخاطئة و غير الحکيمة للجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه دول المنطقة، ذلك إن تدخلاتها الواسعة فيها خصوصا في سوريا و اليمن و لبنان و العراق و التي تطلبت صرف أموال طائلة على حساب الشعب الايراني، وکذلك البرنامج النووي الذي کلف ماتم صرفه على الحرب الايرانية العراقية بثمانية أضعاف الى جانب الاموال و الامکانيات الکبيرة الاخرى التي يطحنها الفساد المتفشي في البلاد، کل ذلك هو على حساب معيشة الشعب الايراني و الاقتصاد الايراني.
روحاني الذي يجد نفسه محرجا أمام مختلف الوعود التي قطعها جزافا للشعب الايراني ولم يحقق أيا منها، من الواضح إنه يحاول في زيارته المزمع أن يقوم بها الى فرنسا في 28 کانون الثاني2016، أن يعمل على إيجاد ثمة حلول مستعجلة ولو وقتية لها من أجل معالجة الاوضاع المتردية، و يحول دون ماينتظر الامن و الاستقرار من تهديدات و تحديات بسبب الاوضاع الوخيمة هذه. نظرة الى واقع هذه الاوضاع المتردية و جذورها العميقة تٶکد لنا بإنها تحتاج الى فترة طويلة و الکثير من الحرص و الاخلاص وهو أمر يبدو صعب المنال في ظل الفساد المتفشي في إيران، بل ويمکننا القول بإن إصلاح هذه الاوضاع تنتظر مايمکن وصفه بالمعجزة.