شبكة النهار الاخبارية -علي أحمد الساعدي: عندما يحتفل كل الشرفاء في العالم بذكرى مرور خمسين عاماً على تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الثورية الإنسانية التحررية ، تمتزج المشاعر في النفس بين إجلالٍ وإكبارٍ لما قدمه المجاهدون من تضحيات على امتداد خمسين عاماً من النضال ومقارعة نظامي الشاه والملالي في إيران ، وبين استلهام لتجربة هؤلاء الرجال والنساء الذين صنعوا أجيالاً من المثقفين الأحرار ممن حملوا رسالة المؤسسين الأوائل في عشق الوطن وجعل تحريره هدفاً لاتراجع عنه ، وبين أعجاب بهذا الحجم الهائل من الصبر الذي يتحلى به المجاهدون .
ان هذا الصبر العجيب والطاقة المتجددة جعلت مجاهدي خلق أقوياء جداً ، وأدخلت الرعب في قلوب أعدائهم ، الصبر جعلهم يحاربون الأنظمة الدكتاتورية القمعية المتخلفة طيلة نصف قرن من الزمان من أجل تحقيق الحلم الأكبر بالعيش في إيران الحرة التي يحكمها نظام ديمقراطي تعددي يكفل الحريات لجميع المكونات .
ومنذ تأسيس المنظمة في عام 1965 كردة فعل على الواقع السيء في إيران الرازحة تحت حكم الشاه ، ومروراً بالثورة الإيرانية التي سرقها الملالي القادمون من باريس ، ولغاية يومنا هذا ، قدّم المجاهدون للشعب الإيراني ولشعوب العالم درساً أخلاقياً عظيماً وتجربة إنسانية نبيلة في ثورة الإنسان على الواقع السيء المفروض عليه قسراً ، فهي ثورة ضد الفقر والقمع والظلم ومصادرة الحريات ، ثورة تطالب بحقوق المرأة والطفل والضمان الإجتماعي والصحي ، ثورة تطالب باحترام كرامة الإنسان وصيانة حريته المدنية والدينية .
وعلى امتداد خمسين عاماً من الاضطهاد الذي تعرض له مجاهدو خلق ، نجح هؤلاء المثقفون الوطنيون في كسب التأييد العالمي لقضيتهم المشروعة ، وكلما ازداد حجم معاناتهم من القتل والسجن والتشريد ازداد احترام العالم لهم ، وتضامن معهم كل أحرار العالم في كل القارات .
وبالتزامن مع تزايد شعبيتهم ، ازدادت كراهية العالم لنظام الملالي الفاشي الحاكم باسم الدين في إيران والذي نشر الدمار والخراب في دول المنطقة وامتدت أذرعه الخبيثة لتطال العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها ، وبات العالم يؤمن أن انقاذ إيران والمنطقة لن يتحقق إلا على أيدي مجاهدي خلق باعتبارهم البديل الديمقراطي لهذا النظام الفاشستي الإرهابي .
واليوم ، في الذكرى الخمسين لميلاد هذه المنظمة الثورية والمدرسة الأخلاقية والتجربة الإنسانية الحية ، لابد لدول العالم أن تضع يدها في يد هذه النخبة الوطنية لإنهاء كابوس الملالي ، فهؤلاء هم مستقبل إيران ، مجاهدو خلق ليسوا حزباً سياسياً كباقي الأحزاب في العالم ، مجاهدو خلق شعب ، هويته إيرانية ، عقيدته إنسانية ، هدفه تحررير الإنسان .
تحية لكل مجاهد ومجاهدة ، تحية لشعب إيران الصامد في وجه الملالي في ذكرى تأسيس هذه المنظمة الثورية