وكالة سولا پرس – مثنى الجادرجي: إثارت و تثير الانتفاضتان الشعبيتان في بغداد و بيروت إنتباه العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية في المنطقة و العالم و لفتتا الانظار إليها بقوة ولازالتا يتم تناولها بالعرض و الدراسة و التحليل من أکثر من جانب و بعد.
أهمية الانتفاضتين تأتي من کونهما قد إندلعتا في ظل أحداث و تطورات إستثنائية تمر بها المنطقة ذلك إنهما بالاضافة الى عامل المفاجأة في إندلاعهما و الذي أثار الکثير من الذهول، فإنهما ومن خلال عفويتهما و تلقائيتهما يمکن إعتبارهما کمقياس و معيار في الحکم على العديد من المسائل و القضايا.
أهمية هاتين الانتفاضتين تأتيان من إنهما:
ـ قد حدثتا من جانب الشيعة.
ـ إنهما أعلنتا رفضهما الصريح للتدخلات الايرانية و للدور الايراني في العراق و لبنان.
ـ إن إندلاعهما قد جاء بعد إعلان الاتفاق النووي و عقب التصريحات التي أدلى بها المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي بإستمرار تدخلات بلاده في المنطقة و إستمرار دعمها لحلفائها”أي الاحزاب و الاطراف الشيعية التابعة لطهران” في دول المنطقة.
ـ الانتفاضتان تندلعان من بلدين فيهما أکبر ثقل شيعي عربي في المنطقة.
ـ إنهما يأتيان في وقت يتصاعد فيه دور المقاومة الايرانية داخليا و إقليميا و دوليا و تزداد حرکة الاحتجاجات داخل إيران بصورة ملفتة للنظر.
ـ حدوث الانتفاضتان تتزامنان مع تراجع ملفت للنظر لطهران في المنطقة و إزدياد الانتقادات الموجهة له والاهم من ذلك إنهما يأتيان في وقت لازالت فيه عملية”عاصفة الحزم”في اليمن، مما يعطي للمسألة معنى و إعتبارا و توجها خاصا.
في ضوء تلك المعطيات، ليس من الغريب على طهران أن تبادر لتحرکات و نشاطات إستثنائية من أجل العمل على إجهاض تلك الانتفاضتين او تحريفهما عن مسارهما و إتجاههما المعادي للنفوذ و الهيمنة الايرانية في المنطقة، وقطعا فإن من حق طهران أن تبادر الى هکذا محاولات لإنها تعلم جيدا بإن الانتفاضتين تٶسسان لمسار جديد في المنطقة يرسم تقاطعا بين الشيعة العرب و بين أطروحة نظام ولاية الفقيه في إيران، ولاريب من أنه ستکون هنالك مفاجئات أخرى غير سارة لطهران على الطريق.