دنيا الوطن – نجاح الزهراوي: يدور حاليا جدل في داخل الاوساط السياسية التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن إلغاء او عدم إلغاء شعار(الموت لأمريکا)، والذي شغل هذا النظام المنطقة و العالم به خلال أکثر من ثلاثة عقود و أوحى بإنه شعار أزلي لايمکن المساس به، لکن المفاوضات النووية و الانبطاحات المستمرة لهذا النظام أمام الغرب عموما و الولايات المتحدة الامريکية خصوصا، کشفت هذا الشعار على حقيقته و أثبتت بإنه ليس إلا مجرد مظهر خارجي براق لباطن او مضمون أجوف!
منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ظل هذا النظام يقيم الانتماء و الاخلاص للدين الاسلامي بمعيار العلاقة مع الولايات المتحدة الامريکية، حتى أوجدت مصطلح(الاسلام الامريکي)، أي الدول المسلمة التي لها علاقات سياسية او إقتصادية مع واشنطن و مصطلح(الاسلام المحمدي الاصيل)، ويطلقه على نفسه و على التيارات و الاحزاب و الجماعات التابعة له، ولاشك من إن الکثيرين قد إنخدعوا بهذه المزاعم و صدقوا فعلا بإن هذا النظام جاد فعلا في شعاره المناهض لأمريکا، لکن الاحداث و التطورات و المفاوضات النووية و مارافقتها من”إتصالات حميمة”بين طهران و واشنطن، قد نزعت الغشاوة من أعين الکثيرين و هيأت الارضية المناسبة لإعادة النظر في کل المواقف و الشعارات و الأفکار المختلفة لهذا النظام.
قادة نظام الجمهورية الاسلامية الذين کانوا يٶکدون على الدوام إلتزامهم بشعار الموت لأمريکا و عدم إستعدادهم لإبرام أي إتفاق معها، جاء الاتفاق النووي ليفضحهم و يثبت کذبهم و دجلهم و زيفهم، تماما کمزاعمهم الاخرى التي أطلقوها على الدوام بشأن إلتزامهم بأمن و إستقرار المنطقة و عدم تدخلهم في شٶون دولها، لکن وکما نرى الاب في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، فإن الذي يجري هو على النقيض تماما من ذلك.
بنادق تحت الطلب، قول مأثور يطلق على کل من يبيع بندقيته لمن يدفع أکثر، وإن شعارات و أقوال نظام الجمهورية الاسلامية هي أيضا بمثابة(شعارات تحت الطلب)، أي ترفع متى إقتضت المصلحة لذلك و يوقف العمل بها او تلغى متى ماکان الوضع يتطلب ذلك، وإن هذه الحقيقة قد صارت أمرا واقعا و معروفا و لم تعد لأية دراسة أو بحث أو تمحيص.
کذب و زيف شعارات و مواقف نظام الجمهورية الاسلامية، قضية مبدأية تبنتها منظمة مجاهدي خلق طوال أکثر من ثلاثة عقود من مواجهتها الضروس مع هذا النظام و وقد واصلت طوال الاعوام المنصرمة جهودها المکثفة سياسيا و إعلاميا و ثقافيا من أجل توضيح هذه الحقيقة و إيصالها الى العالم کله عموما و المنطقة بشکل خاص، وان هذه المنظمة کانت اول من قد أعلنت کذب و زيف و دجل هذه الشعارات وان هذا النظام يعمل کل شئ من أجل حامية مصالحه و إستمراره في الحکم.