الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهحكي مأكول خيره

حكي مأكول خيره

Imageالسیاسه – احمد الجادالله :لم يخذل الرئيس الايراني أحمدي نجاد التوقعات بشأن صيغة خطابه ومضمون هذا الخطاب الذي ألقاه امس امام القمة الخليجية الثامن والعشرين التي التأمت في الدوحة, فكما توقعنا اعتقد نجاد انه يحاضر أمام تلاميذ مثلما كان يفعل من قبله معمر القذافي وبشار الأسد في تنظيراتهما امام القمم العربية, وقد نسي نجاد وبعض من سبقوه أنهم مجرد اغرار جاؤوا الى السلطة في غفلة من الزمن وأنهم في حضرة فطاحل الحكم والسلطة الذين تمرسوا في سدة المسؤوليات الوطنية سنين طويلة.
جاء نجاد ليحشر نفسه في عداد الاسرة الخليجية مخاطبا قادة دول مجلس التعاون بقوله »نحن الدول السبع« وحاول ان يزين طريق التعاون بالورود متناسيا ان ايران

 هي سبب كل التوتر في المنطقة, وهي التي »جرت رجل الاجانب« الى التدخل في المنطقة, وحولت حرب التحرير في العراق الى احتلال وغزو بالاضافة الى ما يمثله ملفها النووي من مشكلة متفاقمة تنذر بأفدح العواقب والمخاطر, ليس عليها فحسب, وانما على دول المنطقة برمتها لاسيما ونحن نرى ونسمع اشتداد وقع طبول الحرب وحشد الاساطيل.
لقد أجهد نجاد نفسه في إعداد ما اسماه بالمبادرة التي ضمنها ديباجة مشبعة بالعواطف المشكوك في صدقيتها بالاضافة الى عشرة بنود واقتراحات لا يصلح اي منها إلا الاقتراح الاخير المتعلق بالتعاون البيئي وفي هذا المجال نؤكد ان دول الخليج قاطبة مستعدة للتعاون ولكن السؤال: كيف نتعاون ونحافظ على البيئة الخليجية في الوقت الذي تشكل فيه ايران مبعث الخطر على تلك البيئة من خلال اعدادها للحرب التي اذا نشبت فان خطرها وتدميرها لن يقتصرا حتما على البيئة وانما سيطولان ايضا البشر والحجر وكل اشكال الحياة.
ان ما قاله نجاد في قمة الدوحة كلام لا يمكن صرفه في التداول الخليجي وبالتالي فإن مشاركة الرئيس الايراني ستكون كما يقول المثل »تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي«, لاسيما وان ايران تتحدث لغات ولهجات كثيرة فما يقوله نجاد يختلف عن كلام متكي وما يقوله متكي يختلف عن غيره عما يقوله المرشد, وكلام المرشد مختلف عن رفسنجاني وخاتمي والمتطرفين في ايران وكلام طهران في الداخل غير ما هو عليه في الخارج, ولا نعرف من هو صاحب الكلمة الفصل في المسائل المصيرية التي تمس الجوار الايراني.
ان ما قاله نجاد هو مجرد كلام واهٍ وغير مجدٍ ولا نعرف لماذا لم يتكلم عن الملف النووي الايراني وملفات الاشكالات الحدودية مع الكويت والامارات العربية المتحدة, وهي مشاكل اساسية ومعلقة لم تقدم طهران اي مؤشر ايجابي فيها.
لقد تجاهل نجاد الملفات الخطيرة والشائكة ليتكلم عن فتح ابواب التعاون بين دول الخليج وايران من خلال السماح بحرية بيع الاراضي, فهل يريد الرئيس الايراني ان نفتح بلادنا لتصبح محمية ايرانية, كما هو حال بعض مناطق سورية, وان نستيقظ غدا لنجد امامنا ملايين الايرانيين المنزعجين من سلطات بلادهم ويتمنون الرحيل عنها وقد تملكوا مدننا ومناطقنا?
كيف سيكون الحال عندما نسمح بتملك الايرانيين في بلادنا, ونزيل أذونات الزيارة ونسمح بحرية الانتقال والتنقل? الجواب لا يحتاج الى عناء التفكير, سيصبح الخليج ايرانيا, سواء جرى تملك الايرانيين في دول الخليج بناء لطلب من حكوماتهم بهدف بسط النفوذ الايراني على الدول المجاورة التي بقيت عصية على تدخلات طهران في شؤونها المحلية, او اذا كان تملك الايرانيين يتم نتيجة هروبهم من جور نظامهم والمجيء الى دول الخليج التي تنعم بالأمن والديموقراطية وبالرخاء المالي والاجتماعي خلافا لما هو عليه الحال بالنسبة الى ايران التي تعاني من غياب تلك المقومات مما يجعلها دولة طاردة لأهلها ومنفرة لكل اشكال الحياة الآمنة فيها.
أتعب نجاد نفسه عندما تكبد عناء المجيء الى قمة الدوحة معتقدا أنه قادر على إقناع القادة الخليجيين ببعض التعابير المعسولة, ولكن فاته ان خبرة اولئك القادة الخليجيين وتمرسهم وفراستهم تجعل محاولة الرئيس الايراني مردودة عليه, فما قاله مجرد كلام نظري ويا ليته لم يكبد نفسه مشقة المجيء الى الدوحة والبوح بكلام أقل ما يقال فيه »حكي مأكول خيره«.