الصباح الفلسطينية – مثنى الجادرجي: الجولة الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف لبعض من دول المنطقة، تأتي بعد الاتفاق النووي بين الدول الکبرى و طهران و عقب تلك التصريحات العدوانية التي أطلقها البعض من القادة و المسٶولين الايرانيين بشأن إستمرار التدخل في المنطقة، ولذلك تبدو وکأنها تسعى الى التهدئة و تحسين العلاقات التي طرأ عليها الکثير من العوامل السلبية. زيارة ظريف التي تشمل كلا من الكويت وقطر والعراق، تأتي في مسار خاص يهدف الى کسر الجمود و البرود في العلاقات،
وخصوصا إن هذه العلاقات تأثرت و تتأثر بعاملين مهمين هما: ـ التدخلات الايرانية واسعة النطاق في دول المنطقة و التأکيدات الجارية على دعمها و ترسيخها مما يعني إحتمال توسعها، وهو أمر وارد خصوصا مع التهديدات الضمنية ضد البحرين. ـ نتائج الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة 5+1 أخيرا في فيينا، وآثاره و تداعياته على دول المنطقة،
خصوصا وان إيران مع او دون الاسلحة النووية تشکل هاجسا أمنيا لدول المنطقة. السياسات الايرانية المتبعة ضد دول المنطقة ولاسيما بعد أن أحکم رجال الدين في إيران قبضتهم على الحکم، لئن کانت في البداية مصدر شکوك و توجسات، لکنها الان صارت مصدر زعزعة للأمن و الاستقرار فيها،
خصوصا بعد ان إزداد حجم دور طهران في سوريا و العراق و لبنان و اليمن و التلويح بتهديد دول أخرى، وحتى إن عملية”عاصفة الحزم”، قد جاءت کخطوة عملية من جانب دول المنطقة للوقوف بوجه النفوذ الايراني الآخذ في التوسع، والملفت للنظر أن هذه العملية قد لاقت ترحيبا إقليميا و دوليا بالشکل الذي يوحي أن هناك إتفاق على حقيقة التهديد الذي تمثله التدخلات الايرانية في المنطقة و ضرورة التصدي لها.
التدخلات الايرانية و المخططات الاخرى التي تسعى طهران لتفعيلها و تنفيذها في المنطقة، أمر قد حذرت منه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، وشددت على إن عدم التصدي لهذه التدخلات سوف تساعد طهران على التمادي أکثر و توسيع الدور و النفوذ على حساب دول المنطقة، مٶکدة بأنه لايمکن ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة من دون قطع أذرع طهران في المنطقة و إتباع سياسة حدية معها، ولذلك، فإن هذه الزيارة ليست بإمکانها أبدا أن تٶدي الى أي تحسين للعلاقات بين الطرفين، لإن المشکلة في النوايا التي ضمرتها و تضمرها طهران ضد المنطقة و التي هي بيت الداء.