علاء کامل شبيب – (صوت العراق) : يدور جدل و نقاش کبير بخصوص إن إيران لو تم منع حيازتها على أسلحة نووية، فإنها ستصبح أکثر أمنا و ستعيش الى جانب دول المنطقة من دون أية مشاکل او أزمات تثار من قبلها کما هو الحال الان، علما بإن أساس فکرة إبرام الاتفاق النووي مع إيران قد قامت من أجل إعادة تأهيلها و جعلها تتخلى عن العديد من الجوانب السلبية المثيرة للجدل في نهجها الذي تتبعه منذ أکثر من ثلاثة عقود.
وجهة النظر هذه التي ترى بأن إيران لو تخلت عن أحلامها بإمتلاك الاسلحة النووية سوف تصبح أکثر أمنا، هنالك نقطتان مهمتان تدحضها و تفندها وهما:
اولاـ النهج السياسي الفکري الذي يقوم عليه نظام الحکم في الجمهورية الاسلامية الايرانية، يعتمد على تصدير التطرف الديني(تصدير الثورة بحسب المصطلحات السائدة داخل إيران)، والعمل من خلال ذلك من أجل إقامة مايمکن وصفه بإمبراطورية دينية تهيمن على العالمين العربي و الاسلامي.
ثانياـ منذ اليوم الذي تم فيه إعلان الاتفاق النووي بين الدول الکبرى و طهران، صدرت و تصدر تصريحات ذات لهجة متشددة تٶکد على تمسك إيران بنهجها الدي تتبعه في المنطقة و عدم تخليها عن أصدقائها في(سوريا و العراق و لبنان و اليمن و البحرين)، والاهم من کل ذلك إن المرشد الاعلى الايراني قد قام بنفسه بالادلاء بتصريحات تٶکد هذا السياق.
مايجب أيضا أن نوضحه هنا، هو أن إتجاه إيران لمشروعها النووي و سعيها الذي بذلته و تبذله من أجل الحصول على القنبلة الذرية، إنما کان ولايزال من أجل دعم نهجها السياسي ـ الفکري المتبع، بمعنى إن المشروع الذري ليس هو أساس التهديد و الخطر وانما هو حاصل تحصيل النهج المتبع، ولهذا فإن إيران لو صارت نووية او حتى لو تخلت نهائيا عن حلمها النووي، فإنه ستظل مستمرة على نهجها ولن تحيد او تتخلى عنه کما يظن و يتصور البعض، وإن أساس المشکلة في هذا النهج و ليس في البرنامج النووي أو غيره، وهذه هي الحقيقة التي يتهرب منها أولئك الذي يتصورون بأن إيران من دون اسلحة نووية سوف تکون أفضل للمنطقة.