الملف نت-عبدالکریم عبدالله :البيان الذي وقعه ثلاثمائة ألف عراقي من شيعة الجنوب وهو – رقم- لايعبر عن حقيقة الحجم والعدد الصحيح للشيعة العراقيين عامة والشيعة في الجنوب بشكل خاص، فالذين وقعوه، خلفهم عوائلهم وعشائرهم، واصدقاؤهم ومعارفهم ومن يوالونهم ويصدقونهم القول ويشاركونهم العقيدة والايمان، والولاء، هذا البيان، وثيقة تؤشر بطلان تلك الدعوى التي مازال حكام إيران يطلقونها منذ ان دخلوا (حوزة التشيع) لاغراض في نفوسهم، كشفها الصفويون طيلة قرنين ونصف القرن من حكمهم البلاد والعباد، وهي ان شيعة العراق، انما هم تبع، وخول، من اتباعهم وخولهم، وتلك لله دعوى باطلة، وما كلف شيعة العراق انفسهم
يوماً الرد عليها، فقد كانت حوزتهم في النجف هي سيدة الحوزات، وعلماؤهم، قادة العلماء، وكل رأي في الفقه – الشيعي- كان لرأيهم تابعاً، لكن الامور تغيرت مذ ارتقى سدة الحكم – خميني- الذي فرض على ايران والشعوب الإيرانية بدعة ولاية الفقيه، وسعى ومن معه لتصديرها إلى العالم الاسلامي كله، وفي المقدمة منه العراق، وفي مقدمة العراق والعراقيين، شيعتهم الذين اعلنوا في كل مناسبة براءتهم من تلك الوصاية الموهومة، لكن هذه الصرخة، الوثيقة، الحجة، التي بايع عليها ثلاثمائة ألف شيعي جنوبي، انما تأتي اليوم-كأول صوت منظم- انما تصفع حكام إيران على وجوههم بقوة، وتقطع السنتهم، وتخرس دعاواهم حول تلك الوصاية، وهي اذ تحمل صوت رجل الدين وشيخ العشيرة والحقوقي والطبيب والفلاح والمهندس والمعلم والاستاذ الجامعي والمرأة والرجل البسيط، انما لتعبر ببساطة ليس عن طبقة معينة وحسب وانما عن كل شرائح مجتمع الجنوب الذي يدعي حكام طهران انه انما يواليهم، وقد كشف للعالم كله زيف تلك الاكذوبة بل ان أخطر ما فيه انه وقف الى جانب المعارضة الإيرانية ممثلة بمنظمة مجاهدي خلق مطالباً ببرائتها من تهمة الارهاب التي الصقت بها عنوة، وداعياً منظمة الامم المتحدة للتدخل واجراء كشف على وقائع الحياة اليوم لشيعة الجنوب الذين اوغل حكام إيران في دمائهم سفكاً وفي اعراضهم هتكاً، وفي اموالهم سلباً ونهباً، وفي عقائدهم وثقافتهم وتقاليدهم واعرافهم تشويهاً وتسفيهاً، بيان شيعة العراق هذا في حقيقته، وثيقة دامغة ودعت، بل دفنت الى الابد، كل احلام الوصاية لحكام طهران، على شيعة العراق الذين اعلنوها مدوية ان ولاءنا الاول انما هو لوطننا واخلاصنا لابنائه، ولجارنا ان نحترمه طالما احترمنا، فان جار جرنا.