الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

عسکرة الشعوب ثمنها باهض

نقطة و اول السطر – علي ساجت الفتلاوي : هناك الکثيرون في الشارعين العربي و حتى الاسلامي ممن يبدون إعجابهم بالجمهورية الاسلامية الايرانية کونها تتمکن لعب أدوار إستثنائية على عدة أصعدة و ان لها حضور إقليمي و دولي متميزين وانها باتت قوة متميزة يحسب لها حسابها، غير أن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هنا هو أن هذا الرأي يجسد جانبا من القضية و الموضوع و ليس کله، أو بکلام آخر، انه حديث عن النصف المملوء من الکأس فقط.

الاموال الطائلة و الامکانيات الکبيرة التي وضعتها و تضعها طهران في خدمة تمددها و حضورها الاقليمي في سوريا و العراق و لبنان و اليمن، ليست مجرد نزهة عادية او مجازفة عابرة وانما هي مسألة لها تأثيراتها و تداعياتها و نتائجها المتباينة على إيران من مختلف الجوانب، تماما کالبرنامج النووي الايراني الذي يبدو واضحا بأنه الآخر قد کلف إيران الکثير على الصعيد الداخلي و الدولي بصورة خاصة، وليس يمکن التغافل أبدا عن تأثيراتها الخطيرة و الحساسة على مستقبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسه.

 المليارات التي تذهب تترى و بصورة مستمرة منذ أعوام کسلاح و نفط و عتاد و ماإليه الى ساحات الحروب المتأججة في سوريا و اليمن و الى حزب الله في لبنان و غيره، لو أضفنا الى جانبه ماقد کلفه البرنامج النووي الايراني للخزينة الايرانية و الذي و بحسب خبراء إيرانيين من مٶسسات تابعة للجمهورية الاسلامية الايرانية نفسها، فإنه قد کلف مايمکن تقديره بکلفة ثمانية أعوام من الحرب ضد العراق، ولذلك فإننا عندما نسمع تصريحات عن أوضاع إقتصادية و إجتماعية وخيمة جدا في إيران، فإننا يجب أن نعتبر ذلك و بکل بساطة کرد فعل و إنعکاس لهذه الاموال و الامکانيات الطائلة التي تم صرفها بهذه الصورة.

 رئيس هيئة السجون الإيرانية أصغر جهانغيري أعلن قبل أيام، أن ” نصف مليون مواطن إيراني يدخلون السجون سنويا وأن هذا الرقم مرتفع جدا”بحسب ماجاء على لسانه وقد فسر إرتفاع هذا الرقم بأن” الفقر والعوز والحرمان وعدم تنمية الأقاليم تعد من الأسباب الرئيسة لانتشار جرائم السرقة وازدياد عدد السجناء”، وهو بنفسه کان قد أعلن في أکتوبر الماضي بأن عدد السجناء في إيران ازداد بنسبة ضعفين مقارنة مع حجم السجون لقبول السجناء”، مشيرا إلى أن “70% من سجون البلاد امتلأت بشباب وأشخاص لا تفوق أعمارهم 40 سنة”، معتبرا أن “أكثر المخالفات تتعلق بحالات تهريب المخدرات والسرقة”، والانکى من ذلك أنه وبحسب مستشار السلطة القضائية الإيرانية محمد باقر ذوالقدر، فإن “إيران تصنف بين الدول العشر الأوائل المصنفة دوليا حول ارتفاع عدد السجناء”.

 ليس رئيس هيئة السجون الايرانية لوحده من يعترف بسبب بأن الفقر و العوز و الحرمان و عدم تنمية الاقاليم تقف کسبب وراء ظاهرة زيادة السجناء الاستثنائية في إيران، وانما وطبقا لتصريحات و رٶى العديد من المسؤولين الإيرانيين فإن “الفقر والبطالة يعدان من الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة السرقة وتعاطي أو بيع المخدرات، مما يؤدي إلى اعتقال الكثير من الشباب ومعاقبتهم وسجنهم”، أي أن هناك فعلا مشکلة فقر مدقع في إيران وان التقارير التي تتحدث عن أن أکثر من70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر وان هناك 12 مليون جائعا في إيران بالاضافة الى جيوش العاطلين عن العمل او المدمنين على المخدرات، ليس مجرد کلام قد تم إطلاقه من فراغ.

 الاقتصاد الايراني الذي لايزال يعتمد على تصدير النفط کمورد رئيسي للبلاد، يمر بواحد من أسوء الاوضاع التي شهدها منذ قيام الجمهوريـة الاسلامية الايرانية، وان السبب الواضح و الاساسي لهذا الوضع المتردي للإقتصاد الايراني ناجم من التهافت غير المسبوق على عسکرة إيران، وعندما تکون العسکرة في ظل نظام لايزال لايمتلك البنى التحتية المطلوبة و لايزال إقتصاده يخضع للتبعية و التأثيرات الخارجية، فإن ثمن هذه العسکرة يکون باهضا تماما کما هو الحال الان في إيران حيث أزمات و مشاکل و أوضاع صعبة و معقدة تقود کلها الى مفترق بالغ الخطورة.