الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

على ماذا تفاوض واشنطن طهران؟

Imageطارق الحميد
أعلن المرشحان الديموقراطيان للرئاسة الأميركية باراك اوباما، وهيلاري كلينتون، عن نيتهما التفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة في حال الوصول إلى البيت الأبيض. والسؤال هو: التفاوض على ماذا؟
فهل صراعات منطقة الشرق الأوسط هي نتيجة أزمة في العلاقات الإيرانية ـ الأميركية، وحسب، أم أنها أزمة رغبة في التمدد، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من قبل إيران، ومنذ أكثر من عشرين عاما؟
هل أزمة واشنطن ـ طهران، نتيجة غياب الحوار الأميركي ـ الإيراني، أم أن من أسبابها سعي إيران لزعزعة استقرار المنطقة؟
إيران تحتل جزرا إماراتية في الخليج العربي، وأعوانها يمزقون بيروت، ويريدون إعادة المحتل السوري لها، تحت الوصاية الإيرانية. وطهران تحتل قلب العراق

وأطرافه، وتفعل العجب العجاب هناك، من خلال رجال لها في السلطة.
وطهران هي العمود الفقري لقوة حماس المالية، التي شقت الصف الفلسطيني، بل أصبحت إيران تتحدث باسم القضية الفلسطينية، التي كان السيد هاشمي رفسنجاني، إلى وقت قريب، يسعى إلى إدخالها لقاموس ملالي الثورة الإسلامية ليستطيع شحن الرأي العام الإيراني تجاه العداء مع أميركا، وهو الأمر الذي يستغله الإيرانيون اليوم للعب على ورقة الشارع العربي، وتجنيد الانتحاريين والمتعاطفين.
وإيران هي التي تتدخل في كل انتخابات العالم العربي، بضخ الأموال الطائلة لفرض واقع مخالف لطبيعة تلك الدول، وأبرز حالة كانت انتخابات مملكة البحرين، ويكفي تصريحات مستشار المرشد الإيراني الأعلى حيال البحرين ودول الخليج. طهران أدمنت زرع أعوانها في العالم العربي تحت كل الذرائع.
هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا! فإيران تحتضن بعضا من قيادات القاعدة، وتزعزع علاقات باكستان وأفغانستان. وأكثر من هذا وذاك، بل والأخطر، أن إيران تحرك وتدير النزعة الطائفية في العالم العربي، وهو الأمر الذي يمنح صراعات المنطقة الغطاء الديني، بشكل جعل المنطقة كلها تغرق في بحر من الدماء القاتمة.
هل انتهت القائمة؟ بالطبع لا! فإيران اليوم تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وهي تتأهب لالتهام العراق كاملا، بمعاونة إحدى أدواتها وهي سورية، مما سيمنح إيران قوة إضافية للسيطرة على المنطقة من خلال أعوانها في العراق وسورية، حيث بيدها نفط فارس، والعراق. فهل هناك أسوأ من كل ذلك؟
والغريب أنه في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية لبناء تحالف دولي ضد سعي إيران لتملك السلاح النووي، يأتي الديموقراطيون للتلويح بالجزرة لطهران، وبالتالي لا بد أن إيران ستقرأ الرسالة على أنها دعوة لها لتعزيز موقعها على الأرض، في المنطقة، حتى وصول الديموقراطيين للحكم، وبالتالي تستطيع إيران أن تفاوض واشنطن من موقع قوة.
ما تستحقه إيران هو وقفة حازمة من أجل الحد من تدخلاتها واعتداءاتها على الدول العربية، وعدم زعزعة الاستقرار بالمنطقة، أيا كان الثمن، لا مكافأتها بتفاوض غير مشروط.
التفاوض مع طهران، والإعلان عنه الآن، ليس إلا رسالة خاطئة للنظام الإيراني، ومؤشرا على إطالة أمد الأزمات في منطقتنا، وبلا شك أنها تنبئ بمستقبل مقلق في حال وصول الديموقراطيين إلى البيت الأبيض، حاملين معهم هذا العبث السياسي.