إيران والعراق :سعت ايران، اعتباراً من عام 1979، الى احتلال العراق، وشرعت بشنّ حرب في عام 1980، واستمرت
الى عام 1988، ثم تراجعت بعد إصرار العراق على مكافحة الحرب الايرانية، وبعد الشعور بالحدة العسكرية التي مارسها الجيش العراقي، وبعد الالتزام بالمحافظة على سلامة العراق، وتحقيق الفشل الايراني، كما بادر العراق الى دعم المقاومة الايرانية المعارضة للملالي، وهي المقاومة المعروفة: مجاهدي خلق ، التي ما تزال تبذل كل جهد متاح من أجل تحويل النظام الايراني الى نظام متطور وبعيد عن التخلف
والاعتداءات والغزو، وقريب من التقدم والانفتاح والحرية.
وفي الخامس من آذار الماضي، قال الاستاذ طارق عزيز المعروف بأنه ابرز الشخصيات السياسية في فترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين، اثناء مشاركته في جلسة المحكمة كشاهد، ان المعلومات التي عندي تشير الى ان ايران هي التي قصفت حلبجة بالسلاح الكيماوي، وليس العراق . وأضاف أن تقارير صادرة عن معهد اميركي متخصص وتابع لوزارة الدفاع الاميركية، ويحمل اسم ديفينس انستيتيوت، تمّ نشرها في عام 1989، وظهر في مجلة اميركية عنوانها النيويوركر، ما يؤكد من الجهتين أن الضربة العنيفة بالاسلحة الكيماوية قامت بها ايران وليس العراق .
وما يزال النظام الايراني يسعى الى السيطرة على العراق، كبديل للاحتلال الاميركي، ومن اجل تحقيق الهدف السابق الذي ما يزال الملالي مصرين على الوصول الى الغاية المتعلقة بغزو العراق، وذلك عن طريق التدخل في الشأن العراقي، وفي الميل الى المسلمين الشيعة لمعاداة المسلمين السنة، ومعاداة مقاومة الاحتلال الاميركي، وممارسة العنف والدمار وعمليات القتل في الكثير من انحاء العراق، مما يشير الى أن هناك تنافساً بين النظام الايراني والادارة الاميركية، ومما يدل على توفر الحوارات والمفاوضات بين الطرفين، لأن اسقاط نظام صدام حسين يراه الملالي خدمة للتدخل الايراني والسيطرة على العراق، بعد انتهاء فشل الثمانينات اثناء كفاح صدام، كي يرى الملالي أن هذه الفرصة تساعد على محاولة مكافحة مجاهدي خلق .
وأشار الرئيس الاميركي جورج بوش مؤخراً أنه يؤكد على مواجهة التحدي النووي الايراني، مع ميله الى حل هذه الازمة بالطرق الدبلوماسية، لأن نسبة الخلاف بين الادارة الاميركية والنظام الايراني تعتبر هي الأقل بالقياس الى التناسب والتفاهم بالنسبة للعراق. واذا قرر المسؤول الايراني تجميد الاسلحة النووية، فإن التبادل بين ايران والولايات المتحدة بالنسبة لاحتلال العراق، سوف يتحقق من اجل الراحة الاميركية وخدمة ايران.
فخری قعوار
