المقاومة وحدها القادرة على توحيد العراقيين
ايران تستغل الاحتلال الامريكي في تشييع المنطقة
العرب اليوم – آمال جراب واسامة سلامة : قال امين عام الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية رضا الرضا ان الازمة الحالية التي يعاني منها الائتلاف الشيعي العراقي الموحد بعد انسحاب التيار الصدري وتهديد احزاب اخرى بالانسحاب مفتعلة.
واكد الرضا بان الانقلاب الذي يشهده الائتلاف الشيعي كان مخططا له من قبل عناصر خارجية بينها ايران في محاولة للضغط على حكومة المالكي ومن خلال
التيار الصدري الموالي لطهران لتحقيق اجندته التي يعمل على فرضها على جميع الاطراف المعنية في العراق, وأشار الرضا إلى إن الولايات المتحدة الامريكية فرضت على حكومة نوري المالكي القضاء على جيش المهدي الذي يترأسه مقتدى الصدر, ولكي يتجنب المالكي الاصطدام بإيران, طالب بحل مليشا المهدي وبصورة مؤقتة, في محاولة منه لكسب رضا الجهتين الجانب الامريكي للحفاظ على منصبه كرئيس للوزراء, والحفاظ على ولائه للجانب الايراني.
واكد الرضا تفاؤله بمستقبل العراق , ولكنه اشار في المقابل إلى ان الشعب العراقي فقد توازنه في تشخيص الامور وعدم تمييزها بسبب الاحتلال واعمال العنف المستمرة التي يعيشها منذ اكثر من اربعة اعوام, وبالتالي اصبح ينظر المواطن العراقي الى المستقبل نظرة هلامية غير واضحة المعالم.
التغلغل الايراني في العراق
وافاد الرضا بان ايران استغلت العشوائية التي يعيشها العراق من اجل العمل على سيطرة الساسة العراقيين الموالين لها على مقاليد الحكم وتولي مناصب مهمة فيه
واردف قائلا ان الشعب العراقي في بداية الامر لم يكن يستوعب الكارثة التي يعيشها بسبب الصدمات, ولكنه في الوقت الحالي ومن شدة الالم بدات الصحوة العراقية وذكر أن طهران بدات تأخذ في حساباتها الضغوط التي تمارسها واشنطن عليها من خلال حل المليشيات التابعة لها او تحديد المهام للاشخاص الموالين لها, لتضييق الخناق عليها في العراق ومنع امتداد نفوذها وتنفيذ اهدافها التوسعية.
واضاف ان هناك مساعي جدية تعمل عليها ايران بالتعاون مع اعوانها من اجل تحويل العراق الى دويلات قائمة على اساس طائفي وعرقي, وشدد على ان الشعب العراقي في الوقت الراهن يعيش مرحلة الوعي والنهوض الذي تساعده على الوقوف ضد تلك المخططات الطائفية.
ووصف المرحلة المقبلة في العراق بانها ستكون مرحلة في غاية الخطورة والاهمية لانها هي التي ستحدد مستقبل العراق الجديد.
واشار الرضا الى انه بعد احتلال القوات الامريكية للعراق في يوم 9/4 عام 2003 ظهر محمد بحر العلوم وخلال اجتماع ضم العديد من الشخصيات العراقية التي ساعدت على الاحتلال, فيما يسمى بـ"مجلس الحكم" شاكرا القوات الامريكية على غزو العراق واعلن يوم 9/4 يوما وطنيا وعيدا لاستقلال العراق.
قال امين عام الهيئة الجعفرية ان ذلك الاعلان اعطى رسالة واضحة الى تنظيم القاعدة بان وجودهم قد انتهى وبدا الدور الايراني في العراق, حيث ان امريكا كانت حينها رافعة شعار "الحرب على الارهاب", وكانت ايضا تحاول ان تتعاون مع اعوان طهران في التصدي لتنظيم القاعدة الذي اتخذ مدينة الانبار "غرب بغداد" قاعدة له في محاربة الاحتلال الامريكي.
واستطرد الرضا قائلا, بان الاحتلال الامريكي رفض في بداية الغزو دخول قوات بدر الى العراق, وبعدها ابدى قبولا بدخولها شرط عدم ادخال اسلحة معها,الا ان قوات بدر قامت بادخال كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة من ايران الى العراق, مشيرا الى ان امريكا حاولت استغلال تلك المليشيات الشيعية كدروع بشرية خلال تصديها للقاعدة في الانبار والفلوجة0
واضاف بان القاعدة قامت وبالفعل باستهداف الشيعة في جميع الاماكن بسبب محاربة تلك المليشيات المساندة للامريكيين.
الخطر الايراني على المنطقة العربية
وأضاف امين عام الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية ان الخطر الايراني لايقتصر فقط على نخر الجسم العراقي والسيطرة عليه , بل ان ذلك الخطر من شأنه ان تكون له امتدادات تطول مناطق عديدة من الوطن العربي وخاصة الخليج العربي.
وقال الرضا ان سياسة ايران التوسعية دفعتها تحالفات مع تيارات واحزاب منتشرة في عالمنا العربي من نافذة المذهب الشيعي, فهي تقوم بدعم الحوثيين في اليمن بالرغم من الخلاف المذهبي وتقوم بدعم اليزيدين وغيرهم من المذاهب الشيعية بالرغم من الخلافات التي تفرقهم, كما انها تقوم وحسب تقارير إستراتيجية وصحافية بتزويد القاعدة المتواجدة في العراق وأفغانستان بالمال والسلاح.
وأردف قائلا ان ايران حاولت تشكيل تلك التحالفات من اجل تكوين قوة مساندة لها في المنطقة لتحقيق اهدافها التوسعية.
واشار الرضا الى انه في عهد النظام العراقي السابق كانت بعض الاطراف العربية والدولية تقدر مدى خطورة المد الايراني على المنطقة من خلال العراق, لذلك كانت تساند الرئيس الراحل صدام حسين من اجل العمل على اقفال الباب امام ذلك "المد الصفوي".
واوضح بان ايران استغلت الاحتلال الأمريكي للعراق من اجل تصدير ثورتها الاسلامية الى المنطقة وتشييع المنطقة.
وافاد الرضا بانه بالرغم من معارضته لسياسة الرئيس الراحل صدام حسين, الا انه يعتبر اعدامه "عملية اغتيال سياسي", ووصفه بالشهيد.
التحالف مع احزاب وتكتلات سياسية اخرى
وقال الرضا بان الهيئة التي يتراسها ترفض التحالف مع اي تيار صفوي رفضا قاطعا, بالاضافة الى رفضها التعاون مع الشخصيات التي جاءت على ظهور الدبابات الامريكية والتي كان لها الدور الرئيسي في احتلال العراق0
وحول تحالفه مع الشخصيات الوطنية, اشار الرضا الى انه في الوقت الحالي يقوم باجراء العديد من الحوارات مع جميع الاطراف التي يجد فيها الملامح الوطنية والتي لديها مشروع وطني يخدم العراق وابنائه, وبعد ان يتم الوصول الى صيغة نهائية مع تلك الاطراف سوف يتم الاعلان عن تلك التحالفات.
واشار الى انه لايوجد لحد الان حزب عراقي واحد استطاع الموازنة بين تحقيق مصالحه الذاتية ومصالح شعبه وبين اقامة علاقات تربطها المصالح المشتركة بين الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية.
واضاف ان الهيئة لديها هيئة استشارية تضم جميع الاطياف العراقية تتولى الدور القيادي في الهيئة الجعفرية.
كما اوضح بان عمل الهيئة في الوقت الراهن هو القيام بتنظيف المكون الشيعي من الشيعة الصفويين , وطالب السنة ايضا بتطهير السنة العراقيين من مكونها المسمى بـ"الارهابي", من اجل الوصول الى نسيج عراقي نظيف ومتكامل.
ووصف "المقاومة العراقية المسلحة" الوحيدة التي تستطيع توحيد العراقيين وانهاء الاحتلال ومنع المد الايراني الى العراق والمنطقة, قائلا "ان مع الاسف لحد الان لم تستطيع تلك المقاومة توحيد صوتها وتحديد هويتها", مؤكدا بانها لن تستطيع ان تقوم بذلك قبل ان توحد وجهتها نحو تطهير العراق من الارهاب والاهابيين , أن من شان هذه الخطوة ان تؤدي الى تطهير العراق من الشيعة "الصفويين", باعتبارهم الخطر الاكبر, لان الاحتلال الامريكي سيزول مع مرور الوقت لكن الخطر الايراني يبقى في داخل الانسان العراقي.
في الداخل العراقي
وقال الرضا اننا نمتلك تيارا في بعض المناطق العراقية , ولنا دور غير مكشوف بين ابناء شعبنا العراقي في الداخل, وفي حال اتخاذنا قرار عقد المؤتمر التأسيسي يوجد لدينا شخصيات قادرة على تنظيم يمكن تشكيله في المستقبل, ولكننا لانستطيع الكشف عن اسمائهم وشخصياتهم أن بسبب الوضع الامني المتردي في العراق من جهة, والتهديدات التي يمكن ان تطال تلك الشخصيات وعوائلها.
واكد بان الهيئة لاتعتمد في تمويل انشطتها على اي طرف داخلي او خارجي, من اجل " ابقاء مشروعنا مشروعا وطنيا مستقلا"0
واضاف بان الخطوات التي تقوم بها الهيئة يسبقها التفكير, قائلا "اننا نمتلك الفكرة ولكننا لانريد للمواطن العراقي ان يصفق لنا دون ان يعلم لماذا وماذا فعلنا".
وفي رده على اسئلة "العرب اليوم" قال الرضا, ان ضربة ايران مؤكدة لان امريكا تدرك بانها لن تستطيع تحقيق اي من مصالحها البعيدة المدى في منطقة الشرق الاوسط من دون ازالة "ايران"التي تعتبرها العقبة التي أمامها.
وذكر ان مستقبل العراق يسير نحو الافضل وكل ما يجري على الساحة العراقية عبارة عن تقرحات لابد من زوالها ولابد للجسم العراقي العربي من العودة إلى عافيته السابقة.
واستطرد الرضا قائلا بان ذلك الجسم يجب أن يعود بشكل ذاتي ومن دون أي تدخل خارجي.
واكد ان العراقي يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه وبشكل سليم ولكن الخلل يكمن في المفردات الموجودة على الساحة السياسية الحالية.
وذكر إن بروز شخصيات عراقية وطنية تحمل على أكتافها مسؤولية الوطن والمواطن, يساعد على صحوة المواطن العراقي وإعادته إلى وضعه الطبيعي.