الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهظاهرة عبد الستار أبو ريشة... أرعبت من وخدمت من؟

ظاهرة عبد الستار أبو ريشة… أرعبت من وخدمت من؟

Imageعبد الستار أبو ريشة احد شيوخ الدليم الشباب ليس سياسيا معروفا وليس قبليا من ذلك الطراز المصنف من الصف الأول على خارطة العشائرية العراقية أو حتى عشائر محافظة الانبار، فهو شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز عمره السابعة والثلاثين وصورة وجهه تعرف عليها الناس فقط بعد أن أعلن مجلس صحوة الانبار والذي كان هدفه مواجهة إرهابيي القاعدة التي عاثت فسادا في الانبار بصورة خاصة وفي كافة المناطق السنية بصورة عامة، وكان من ابرز النتائج السياسية

الخطيرة لتغلغل القاعدة في المناطق السنية أن أخرت مشاركة العرب السنة في العملية السياسية وعزلتهم عن الحراك الجديد في عراق ما بعد سقوط نظام صدام حسين وحولتهم في نظر بريمر وغيره من المسؤولين الأميركيين الذين كانوا مسؤولين عن الشأن العراقي إلى ”أعداء” لا يمكن الثقة بهم أو التعامل معهم، وهي نتائج صبت بالكامل لصالح المشروع الإيراني في العراق الجديد، حيث وجدت طهران أن القاعدة قدمت للإسلام السياسي الشيعي التابع لها في العراق خدمات جليلة كان من الصعب أن يقدمها حلفاء إيران العراقيون لأنفسهم مباشرة لو أنهم حاولوا تحقيقها، ولذلك ربطت الكثير من الأجهزة الأمنية ودوائر صنع القرار السياسي في المنطقة والإقليم بين القاعدة وإيران وشخصت تحالفا خفيا سريا غير مقدس بين الطرفين جرى ويجرى خلاله تبادل نفعي فج ودموي للمصالح بصورة من السهل معها تلمس نتائجه على ارض الواقع.
لقد شكلت ظاهرة التصدي للقاعدة على أيدي أبناء السنة العرب في العامرية في بغداد وأطرافها وفي ديالي وبعض محافظات صلاح الدين والانبار بصورة خاصة، ظاهرة مقلقة للمشروع الإيراني الذي كان ومازال يريد إبقاء السنة العرب عدوا دائما للقوات الأميركية في العراق وعلى تناقض صارخ مع مشروعها السياسي فيه، وكان مجلس صحوة الانبار بداية ذات طابع امني وعسكري لتقليص الهوة بل ومحاولة الجسر عليها ما بين الحالة الأميركية وبين أبناء العشائر السنية التي انقادت إلى مشروع القاعدة الدموي والعدمي وارتبطت فيه على مدى ثلاث سنوات تقريبا، وبعد الخطوة السياسية الكبرى المتمثلة بقرار القوى السياسية السنية المتشكلة في جبهة التوافق ومجلس الحوار الوطني بالانضمام للعملية السياسية بعد انتخابات عام 2005 .
كان عبد الستار أبو ريشة عنوانا كبيرا للنظرية الجديدة التي اتبعها الأميركيون في العراق وهي أن السنة فقط هم الأقدر على طرد القاعدة ودحرها، وعلى مدى عام تقريبا وبعد عدة مؤتمرات داخل الانبار وخارجها تبلورت صورة جديدة من التحالف بين الحالة الأميركية والحالة السنية، كانت واشنطن تهدف من ورائها رمى عبء مواجهة القاعدة على العشائر السنية، في حين كان هدف العشائر السنية تحقيق متطلبين أساسيين : الأول : تحقيق حضور امني وسياسي وعسكري يحقق نوعا من التوازن مع الاختلال الحاصل في المعادلة السياسية والأمنية والسياسية لصالح القوى الشيعية المرتبطة بإيران وبخاصة في مربع العلاقة مع واشنطن الثاني : الخلاص من سيطرة القاعدة على مقدرات الحياة العامة في مناطق العشائر السنية وذلك بعد أن أيقنت هذه العشائر مدى فداحة الأضرار وعلى كل المستويات التي سببتها هيمنة القاعدة على مناطقها.
كان التحالف وعلى هذه القاعدة من المصالح المتبادلة، يتناقض تماما مع مشروعين اثنين في العراق، الأول القاعدة بطبيعة الحال أما الثاني فقد كان المشروع الإيراني الذي خطط ومازال من اجل إبقاء السنة العرب في دائرة التناقض والتناحر مع المشروع الأميركي ومن اجل تعزيز وترسيخ هيمنة القوى الشيعية التابعة للمشروع الإيراني على العراق وتسهيل عملية تقسيمه طائفيا وجغرافيا.
لقد وصل نجاح مشروع أبو ريشة ذروته قبل أسبوعين عندما زار الرئيس بوش ولأول مرة محافظة الانبار ووقف إلى جواره عبد الستار أبو ريشة كزعيم محلي قوى نجح في الحد من نفوذ القاعدة، في الوقت الذي عجزت حكومات الائتلاف الشيعي المتعاقبة عن مواجهته واختطت بدلا من مواجهة هذا التنظيم طريقا آخر للمواجهة تمثل في فك المليشيات الشيعية المتغلغلة في الأجهزة الأمنية والحرس الوطني من عقالها لتمارس حربا طائفية واضحة المعالم ووصل الأمر بها حد ممارسة التطهير الطائفي في مدن بغداد الكبرى وضواحيها وتم طرد الآلاف من العوائل السنية من الأحياء التي عاشت بها تاريخيا وأجبرتها بالتهديد والقتل الهجرة إلى المحافظات السنية الأخرى في خطة ثأرية مبرمجة ومدروسة وتحت عنوان وحجة الانتقام من القاعدة.
في حالة كحالة أبو ريشة نجد أن المستفيدين من قتله والراغبين في إنهاء ظاهرته هم كثر وليست القاعدة لوحدها فهي المتهم الجاهز والمنطقي على الدوام، صحيح أن القاعدة مستفيدة من قتله معنويا ولكن عمليا فالقاعدة ضعفت تماما بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي وتراجع نفوذها التخريبي والإرهابي إلى درجة كبيرة ، وفقدت السيطرة على مناطق نفوذها في أطراف بغداد والمدن المحيطة بها بالإضافة إلى محافظة الانبار (باستثناء الفلوجة التي أصبحت بمثابة سجن كبير لقياداتها العربية والعراقية) ، ولذلك فان اغتيال أبو ريشة لن يضيف لها أي عنصر قوة عملياتي أو لوجستي بل على العكس فقد زاد وسيزيد من تصلب العشائر السنية في الانبار ضدها، لكن المستفيد الآخر وهو الذي تمكن من اختراق الطوق الأمني الصلب والصعب المحيط بابي ريشة هو المستفيد السياسي الذي يريد إنهاء هذه الظاهرة ويزيد من حدة التناقض بين القاعدة والعشائر السنية ويريد فوق كل هذا ان يقول للرئيس بوش ان هذا الزعيم المحلي الذي زرته وبجلته وأثنيت على جهوده ليس إلا شيئا عابرا في الحالة العراقية وإنا نحن من نسيطر على العراق… إنها رسالة سياسية واضحة اعتقد ان الأميركيين قد التقطوها جيدا؟!
رجا طلب