الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

ولاية مفتوحة للمالکي

دنيا الوطن  – محمد حسين المياحي: لايمکن تفسير الخطوة الخطيرة التي أقدم عليها رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي بإعتبار البرلمان منتهية ولايته مجرد إجتهاد فردي خاص، وانما هو أمر مخطط له و متفق عليه، خصوصا وان المالکي يعمل ضمن محور إقليمي خاص تقوده طهران و يضم في صفوفه النظام السوري و حزب الله اللبناني.

نوري المالکي و حلفائه الذين طالما تبجحوا بأنه”أي المالکي”منتخب بطريقة ديمقراطية ولهذا فهو يمتلك الشرعية في کل الاجرءات التي أقدم عليها، والاهم من ذلك سعوا للتغطية على إجراءاته”غير الدستورية” ضد خصومه من السنة و الشيعة و الاکراد و زعموا بأنه يبتغي الحق، لکن لاتوجد خطوة او إجراء واحد من بين کل تلك الاجراءات لم تثر شکوك و توجسات ليست عراقية فقط وانما حتى عربية و إقليمية و دولية أيضا، خصوصا وانها تتزامن مع ظروف و اوضاع إقليمية و عراقية مضطربة حيث يعلم الجميع بأن العراق بحاجة الى سلام و أمن و استقرار و تفاهم و إتفاق و وحدة صف، وليس الاوضاع الحالية التي صار الجميع يعلم بأن المالکي هو الذي يقف وراء تفاقمها و سيرها نحو الانفجار.
المحور الاقليمي المشبوه الذي ألمعنا إليه آنفا، هو محور يثير الشبهة و الشکوك و التخوف من جانب دول المنطقة و العالم، خصوصا وانه يعتمد على قوى و تيارات متطرفة و هو يمر بمرحلة صعبة تتطلب الحفاظ على المحور بأي شکل من الاشکال، ولأن موقع العراق يعتبر کالجسر او الممر و المعبر اللوجستي الذي يربط بين النظام الايراني و سوريا و لبنان، بالاضافة الى کونه يمتلك الامکانيات المادية و البشرية و غيرها التي تخدم مصالح و توجهات هذا المحور، ولأن أوضاع النظام السوري حرجة و غير مستقرة و حزب الله اللبناني يشهد حالة من التراجع و التقوقع على نفسه، فإنه من الضروري جدا أن يبقى المالکي في منصبه وان يتم العمل من أجل إزاحة مختلف المعوقات أمامه بأية صورة او وسيلة کانت، وفي ضوء ذلك يمکن قراءة و تفسير و تحليل الاجراءات التي أقدم عليها المالکي ضد خصومه خلال الفترة الاخيرة.
حرب الانبار، وحرب قطع الرواتب ضد الاکراد، وحرب التسقيط و التشويه ضد ساسة من التيار الشيعي نفسه، بإتفاق معظم المراقبين و المحللين السياسيين، لم تؤد الى أية نتيجة و لم يحقق المالکي أي هدف او غايات من الاهداف و الغايات التي سعى إليها من خلال ذلك، ولذلك فإن المالکي ومع إقتراب موعد الانتخابات القادمة و إتفاق خصومه و إجماعهم ضده، وجد في التصعيد السبيل و الخيار الوحيد المتبقي أمامه لمواجهة الموقف، ولذلك فإنه بإعلانه ان البرلمان قد إنتهت ولايته و هيئة رئاسته کذلك، قد أسفر عن وجهه الحقيقي من دون أية رتوش، بل وانه قد بدأ فعليا بالعمل وکأن البرلمان لم يعد وجود له عندما قال:( قررنا في مجلس الوزراء بالاغلبيه تنفيذ الميزانيه الحاليه للدوله سواء صادق عليها البرلمان ام لا.)، و واضح أن الخطوات القادمة و المتوقعة من جانب المالکي ستکون و من دون أدنى شك أمر و أدهى، ولعل تهديد المالکي بإستخدام القوة ضد الاکراد، قد يکون جانب مهم من سيناريو کبير يتم فيها خلط الاوراق على أمل توزيع جديد لها وفق مصالح و إرادة محور طهران ـ المالکي ـ دمشق ـ حزب الله اللبناني.
التوقع الاخر الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار و إعطائه الاهمية الکافية و المناسبة التي يستحقها، هو إحتمال شن هجمات جديدة ضد المعارضين الايرانيين المتواجدين في مخيم ليبرتي و الذين سبق لهم وان تعرضوا الى 9 هجمات دموية عنيفة من جانب قوات مؤتمرة بأمر المالکي واسفرت عن وقوع العشرات من الضحايا و إصابة المئات و إختطاف آخرين، بل ويمکن للمالکي أن يقوم بإستغلال فترة إشعاله لحرب ضروس أخرى قادمة ليشن خلاله هجوما دمويا قد يکون الاکبر من نوعه ضد المعارضين الايرانيين، خصوصا وان هؤلاء المعارضين الذين ينتمون لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام، يشکلون أرقا و صداعا دائميين للنظام الايراني و يتخوف من دورهم في ضوء إحتمالات المستقبل کثيرا ولهذا فإنهم يشکلون هدفا استراتيجيا للمالکي و النظام الايراني ، وهو أمر حذر منه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لأکثر من مرة و لفت الانظار الى أن المالکي قد يقوم بإستغلال الاوضاع او حتى يختلقها لشن هجومه على مخيم ليبرتي.
مايحدث حاليا في العراق، هو اساسا من أجل ضمان بقاء المالکي في منصبه و عدم إزاحته من منصبه مهما کلف الامر، أي بمعنى آخر، أن مايحدث ليس من أجل ولاية ثالثة له وانما من أجل ولاية مفتوحة له!!