صحيفة واشنطن تايمز 12 ايلول 2007 / ترجمة وكالة الاخبار العراقية – واع
بقلم: ديفيد سيندز
شكك المشرع العراقي المعارض البارز يوم أمس في نتائج زيادة القوات الأمريكية وقال اذا أرادت حكومة نوري المالكي الغارقة في الأزمات البقاء في الحكم، فعليها أن تحدث تغييرات أساسية في الملفين الأمني والسياسي. وتحدى هؤلاء المشرعون وهم سياسيون كبار من السنة ومن العلمانيين الشيعة العراقيين، شهادات الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق في الكونغرس الأمريكي هذا الاسبوع.
وقالت التقارير ان زيادة القوات في العراق أدت الى تحسن الوضع الأمني وفتح نافذة للمصالحه الوطنية بين الطوائف المتناحرة والفصائل القومية العراقية.
وقال نديم الجابري الامين العام لحزب الفضيلة الشيعي الذي انسحبت كتلته المشكلة من 15 عضواً من حكومة نوري المالكي المؤتلفة: «استمعت الى ما قاله الجنرال بتريوس فظننت انه يتكلم عن بلد آخر غير العراق». مضيفاً: «افاداته كانت بعيدة كل البعد عن الواقع العراقي الحالي». وقال السيد الجابري الذي شارك هاتفياً من العراق في مؤتمر كابيتول هيل:ان مشروع زيادة القوات في العراق قد حسن الوضع في بغداد الا أنه تسبب في أن تنقل المتمردين والميلشيات وترك العاصمة بغداد. وأضاف نديم الجابري: من الصعب أن نطلب من المواطنين وضع أسلحتهم بينما الحكومة الحالية هي حكومة طائفية ومدعومة من قبل أمريكا.
وفي غضون ذلك أعطى السيد المالكي من بغداد صورة ايجابية حيث قال لقناة كندية ان متمردي القاعدة في العراق أصبحوا ضعاف ولا يعودون يمتلكون قاعدة للتخطيط وتنفيذ الهجمات. انه أكد حصول تقدم كبير في تحسين الوضع الأمني. وقال المالكي لهذه القناة الكندية: الأمر الذي دفعني الى القناعة بأن هناك تحسن قد حصل هو أن القاعدة لم تعد تنفذ هجماتها من قاعدة يمكن لها أن تخطط فيها وتنظم وتقود عمليات.
صالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني وهو ثاني حزب سني كبير في العراق انتقد الاحزاب الشيعية التي أبقت حكومة المالكي على الحكم وقال ان هذه الاحزاب متأثرة بشدة للنفوذ الايراني. وقال في اتصال هاتفي من بغداد: «علينا التخلص من الاحزاب التي تعمل على أساس المذهب الذي يدير الحكومة التي هي مدعومة من ايران» وأضاف المطلك: «اذا واصلت الولايات المتحدة دعمها للحكومة التي تدعمها ايران فالوضع يتحول من سيء الى أسوأ». مؤكداً أن العلامة الملموسة لتدهور الوضع هي زيادة وتيرة تدفق المتشردين العراقيين الى خارج العراق وغالبيتهم من السنة.
وتم تنظيم مؤتمر كابيتول هيل من قبل أنصار الائتلاف الداعم للديمقراطية المقيمون في أمريكا والمرتبطون بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يتخذ من باريس مقراً له. ويتعهد المجلس باسقاط النظام الاسلامي الحاكم في طهران وكان للمجلس علاقات صعبة مع واشنطن اذ أن حكومة كلنتون أعلنته منظمة ارهابية الا أن المجموعة أثبتت أنها مصدر رئيسي للمعلومات المتعلقة بالبرامج النووية السرية الايرانية وقدرات ايران العسكرية. فمقاتلو المنظمة تم تجريدهم من السلاح الا أن المقاومة لها قاعدة كبيرة داخل العراق علنياً.
وأدان السياسيون السنة والعلمانيون العراقيون يوم أمس النفوذ الايراني في العراق مما عكس شكوى حكومة بوش في هذا المجال. ولكن في الوقت نفسه ان انتقاداتهم الحادة لحكومة المالكي قد أكدت المشاكل في تشكيل توافق سياسي واسع في بغداد.
اياد جمال الدين رجل دين شيعي ومساعد المدير العام للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي قال ربما من أجل احتواء النفوذ الايراني والاحزاب الطائفية في العمليه السياسية العراقية نكون بحاجة الى استخدام القوة.
وأشار جمال الدين الذي حضر شخصياً مؤتمر كابيتول هيل الى مثال كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة وقال ان أتاتورك وضع العلمانية كمبدأ لحكومته في العشرينات من القرن الماضي بينما كانت تركيا بلداً اسلامياً. وأضاف السيد جمال الدين : العلمانية ليست بمعنى معاداة المذهب وانما تعني عدم سيطرة المذهب أو طائفة خاصة على الحكومة.