بحزاني – اسراء الزاملي: لفت نظري کثيرا قراءة الخبر الذي يؤکد قيام قوة من وزارة الداخلية العراقية بإلقاء القبض على العميل و الارهابي واثق البطاط، حيث ان حکومة المالکي قد أعلنت منذ وقت طويل نيتها في إلقاء القبض على هذا الارهابي الملطخة يداه بدماء العراقيين و الايرانيين و العرب، لکن توقيته هذا يستدعي أکثر من تأمل و توقف لغرابته و غموضه في نفس الوقت.
قبل أکثر من شهر، وفي غمرة إدعاء المالکي بعزمه على إلقاء القبض على واثق البطاط الذي هو متهم بالاعتداء على سکان ليبرتي، وبتورطه بجرائم ضد الطائفة السنية و بتهديداته للدول المجاورة نظير الکويت و السعودية، کان من ضمن المدعويين الرئيسيين من جانب سفير النظام الايراني في بغداد دانائي فر، الى جانب قائد عصابات عصائب الحق و مسؤولين في وزارة الداخلية وکان موضوع هذا الاجتماع”الغريب من نوعه” هو بحث الاوضاع الامنية في العراق! تصوروا رجلا مطلوبا للعدالة يتم بحث موضوع الاوضاع الامنية معه الى جانب مسؤولين کبار في وزارة الداخلية العراقية(أي الوزراة التي کان من المفترض في ذلك الوقت أن تلقي القبض عليه وليس أن يجلس کبار مسؤوليها الى جانبه لبحث الاوضاع).
البطاط، يعلم القاصي قبل الداني انه عميل للنظام الايراني وقد تم إعداده و تأهيله في إيران تحت إشراف الاجهزة الامنية و الاستخبارية للنظام، وانه قد أعلن مرارا و تکرارا انه جندي تحت امرة خامنئي، أعلن لأکثر من مرة عن مسؤوليته لإستهداف مخيم ليبرتي بالصواريخ، وطوال العام الماضي و بعد أن قام بتنفيذ أربعة هجمات صاروخية ضد ليبرتي، وکان يسرح و يمرح في بغداد و المناطق الاخرى و يتردد على منزله بکل بساطة و مع أفراد حمايته، لم يتم التحرك ضده إلا في الايام الاخيرة حيث تم إلقاء القبض عليه(کما نشر)، في منزله ببغداد في الوقت الذي تباکى عليه ائتلاف دولة القانون قبل إلقاء القبض عليه بزعم انه ليس هناك من أدلة تثبت تورطه في جرائم قتل، وکأن قتل 9 من سکان ليبرتي(وفرد آخر من الجرحى توفي مؤخرا ليکون العدد 10)، إضافة الى جرائم أخرى لايعلم بها سوى الله و الذين يوجهونه من طهران و ينسقون معه في بغداد.
نوري المالکي، او جلاد العراق الذي لايرأف او يرحم بکل من يعترض عليه او يخالفه الرأي و يقف ضد نفوذ النظام الايراني في العراق، يستضيف هذا الايام القاتل القاتل المأجور للملالي، ومن الممکن أنه سيقضي فترة إستراحة و نقاهة کي يتسعيد نشاطه مجددا لجولة جديدة أخرى!