بحزاني – اسراء الزاملي: قد يستغرب الکثيرون إصرار المقاومة الايرانية على ضرورة الافراج الفوري عن الرهائن السبعة الذين تم إختطافهم من معسکر أشرف عنوة على أثر الهجوم الدموي الذي وقع في الاول من أيلول/سبتمبر2013، وراح ضحيته 52 فردا، بل وقد يتعجب البعض من إضراب مفتوح عن الطعام للمئات من سکان مخيم ليبرتي و المتعاطفين معهم من مختلف دول العالم، يدخل شهره الرابع حيث يطالب المضربون بالافراج الفوري عن الرهائن السبعة أيضا و من ثم ضمان الامن لمخيم ليبرتي، ذلك أن القضية ليست قضية سبعة أشخاص وانما هي قضية صراع بين الحق و الباطل و بين الخير و الشر.
تأريخ الصراع المرير بين منظمة مجاهدي خلق و النظام الايراني طوال أکثر من ثلاثة عقود، فيه الکثير من الدروس و العبر و الامور الاستثنائية، ويکفي أن نستحضر حادثتين مهمتين يوضحان عمق و قوة المواجهة بين الطرفين من جهة و مدى وحشية و شراسة النظام في مساعيه من أجل القضاء على المنظمة من جهة ثانية، والحادثتين هما:
ـ في عام 1988، وفي أعقاب عمليات الضياء الخالد حيث دخل جيش التحرير الوطني الايراني الى العمق و وصل الى مشارف مدينة کرمانشاه و کاد أن يحررها، وعاش النظام حالة إستنفار قصوى بحيث ألقى بکل ثقله في المواجهة ضد هذا الجيش، وکرد فعل إنفعالي و غير منطقي على هذه العمليات، أصدر خميني فتوى بإصدار أحکام الاعدام بحق 30 ألفا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين کانوا يقضون فترة محکوميتهم و تم تنفيذ تلك الاحکام بمنتهى الشراسة و الوحشية الى الدرجة التي إعتبرتها منظمة العفو الدولية في بيان صادر لها في ذلك الوقت بجريمة ضد الانسانية.
ـ في عام 1991، وعلى أثر الاحتلال الامريکي للعراق، دفع النظام الايراني بقطعات کبيرة من قوات الحرس الثوري الذين کان يتقدمهم أدلاء عملاء وکانت هذه القوات قد إصطحبت معها المئات من الحافلات الخالية على أمل أن يتم إلقاء القبض على 3400 من سکان معسکر أشرف و يتم إقتيادهم الى داخل إيران، رغما عنهم، لکن الذي حدث أن مواجهة کبيرة جرت بين الطرفين وقتل على أثرها المئات من أفراد الحرس الثوري حيث تم إرجاع جثثهم بالحافلات التي جلبوها لإقتياد سکان أشرف کأسرى!
ليس هناك من خصم او معارضة إيرانية يخشاها النظام و يعمل لها ألف حساب کما هو الحال مع منظمة مجاهدي خلق، وقد حلم هذا النظام دائما باليوم الذي يقضي فيه تماما على هذه المنظمة، وهو قد جند إمکانيات هائلة جدا في سبيل تحقيق هذا الهدف، لکنه إصطدم و يصطدم دوما بمقاومتهم العنيفة و الشجاعة التي تقلب حساباته رأسا على عقب، وبطبيعة الحال فقد حاول منذ عام 2003، و بکل طاقاته القضاء على سکان أشرف و استخدم کل الاساليب و الطرق الممکنة، لکنه و على الرغم من شنه لأکثر من خمسة هجمات دموية على معسکر أشرف و شنه ثلاثة هجمات صاروخية ضد سکان مخيم ليبرتي، إلا ان هؤلاء المعارضين ليسوا فقط صامدين وانما مقاومين و يردوا الصاع صاعين، وان مجزرة الاول من أيلول/سبتمبر التي نفذتها قوات تابعة لحکومة المالکي و تم خلالها إختطاف 7 من سکان أشرف حيث کان”ولازال”في النية تسليمهم للنظام الايراني، کان سيناريو يمهد لعمليات أکبر و اوسع تهدف جميعها رويدا رويدا الى إختطاف آخرين بنفس الطريقة و إقتيادهم الى داخل إيران، ولهذا فقد وقفت المقاومة الايرانية و سکان ليبرتي و کل أصدقاء و أنصار المقاومة الايرانية ضد هذا المخطط و طالبوا بالافراج الفوري عن الرهائن السبعة کي يتم قطع دابر الفتنة من البداية و ليس غض النظر عنها.