دنيا الوطن – حسيب الصالحي: يدخل المئات من المضربين عن الطعام في ليبرتي شهرهم الرابع، وهم يرفضون کل الدعوات و المناشدات و المطالبات التي تدعوهم لإنهاء إضرابهم، ذلك أنهم يرون أن بقاء الاسباب و المبررات الموجبة له مازالت قائمة و خصوصا الخطر و التهديد المستمر من جانب النظام الايراني و الذي يحدق بالسکان ليل نهار.
النظام الايراني ومنذ الاحتلال الامريکي للعراق و إنتشار نفوذه المريب و المشبوه في العراق، جعل من قضية إستهداف المعارضين الايرانيين المتواجدين في العراق من أعضاء منظمة مجاهدي خلق واحدا من أهم أهدافه التي يسعى لتحقيقها، وحتى انه قد بنى تحالفاته و علاقاته السياسية مع الشخصيات و الاحزاب العراقية على هدا الاساس، وان سر بقاء نوري المالکي رئيسا للوزراء لدورة ثانية على الرغم من هزيمته في الانتخابات، هو موافقته غير المحدودة على تنفيذ کافة مخططات النظام التي تستهدف هؤلاء المعارضين.
معسکر أشرف الذي تعرض منذ إنتشار النفوذ المشبوه لملالي إيران في العراق، لخمسة هجمات دموية عنيفة کان آخرها هجوم الاول من أيلول/سبتمبر 2013، والذي کان الاعنف و الاقسى و الاکثر دموية من بينها حيث خلفت 52 قتيلا و تم إختطاف 7 آخرين من السکان، أعطى إنطباعا خاصا لهؤلاء المعارضين مفاده ان النظام الايراني و بالتعاون و التنسيق مع حکومة نوري المالکي، تعمل من أجل تصعيد حملة التصفية ضدهم وان المستقبل يخبئ لهم الاسوأ من جانب نظام قمعي و معادي للإنسانية، ولذلك فإن السکان و إيمانا منهم بضرورة التحرك و عدم البقاء ساکتين مکتوفي الايدي، فإنهم وجدوا أمامهم السبيلو الخيار و السلاح الوحيد الذي من الممکن أن يحميهم و يضع حدا لمخططات تصفيتهم من قبل النظام الايراني، إنما يکمن في القيام بهذا النشاط ذو الطابع و المحتوى الانساني على أمل إيصال صوتهم و قضيتهم للعالم کله من أجل التحرك ضد هذا النظام الذي يحاول حاليا وفي ظل مجئ روحاني إظهار نفسه کحمل وديع يسعى لکي يکون عامل أمن و استقرار و سلام في المنطقة و العالم، وان الظرف مواتي کي يبادر المجتمع الدولي لمسائلة هذا النظام و مطالبته بکف يديه عن هؤلاء المعارضين و ضمان عدم التعرض لهم مستقبلا.
الصدى الواسع و الکبير لهذا الاضراب و الذي دفع بالعديد من الاوساط السياسية و الحقوقية للتمعن فيه و التعاطف معه، دفع حکومة المالکي بطلب من النظام الايراني الى الاصرار بقوة على نفي دورها”المؤکد”في هجوم 1/9/2013، و الزعم بأن الرهائن المختطفين ليسوا بقبضتها في الوقت الذي تؤکد المعلومات و التقارير الواردة بأنهم محتجزون في المنطقة الخضراء، ولما کان واحدا من المطالب الرئيسية للمضربين الافراج عن الرهائن فإن النظام الايراني و من خلال حکومة المالکي يريد التمويه على المسألة و جعلها غامضة کي يبعد الشبهات عن نفسه لأنه يعلم جيدا بأنه وفي حال إفتضاح المخطط کاملا فإن دور الاکثر من قذر سيتضح للعالم و يکشف المعدن الردئ جدا له.