ستيفنسن لـ”السياسة”: إيران تسعى إلى توسيع هيمنتها الفاشية في المنطقة انطلاقاً من العراق
رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي ستراون ستيفنسن
السياسة – بون – نزار جاف: شن رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي ستراون ستيفنسن هجوماً حاداً على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, مؤكداً أنه يمارس الحكم الديكتاتوري ضد الأقليات, كما حذر من أن إيران تسعى لتوسيع “هيمنتها الفاشية” في جميع أنحاء الشرق الأوسط انطلاقاً من العراق, الذي اعتبر أن لا حل لأزمته والتدهور الأمني فيه إلا عبر استعادة الديمقراطية الحقيقية من خلال انتخاب رئيس لحكومة غير طائفية تحترم حقوق الأقليات وتسعى لإعادة الازدهار الاقتصادي. (راجع ص 26)
وفي مقابلة مع “السياسة”,
حذر ستيفنسن من حرب أهلية في العراق, مشيراً إلى أن الولايات المتحدة خلفت وارءها “ظروفاً مستعصية”, واتهم حكومة نوري المالكي بانتهاج “سياسة القمع الطائفي التي تسببت بنفور قطاعات كاملة من المجتمع العراقي”.
وأشار إلى أن احتفاظ المالكي بالسيطرة على وزارات الاستخبارات والدفاع والأمن الداخلي “تزوده بسلطات ديكتاتورية تقريباً”, معتبراً أن “الحل الوحيد هو استعادة الديمقراطية الحقيقية من خلال انتخاب رئيس لحكومة غير طائفية تحترم حقوق الأقليات وتسعى لإعادة الازدهار الاقتصادي”.
وبشأن سعي المالكي لشراء مقاتلات “اف 16” من واشنطن لمواجهة تنظيم “القاعدة”, قال ستيفنسن: إن “شراء طائرات مقاتلة “اف 16” من الولايات المتحدة يعزز قدرات المالكي للقمع وللسيطرة على الشعب العراقي المحاصر وتقديم المزيد من الدعم لحليفه في سورية بشار الأسد, ولا يمكن أن يواجه تنظيم “القاعدة” بواسطة المقاتلات النفاثة, هذه مهزلة”.
وإذ اعتبر أن الانتخابات الأخيرة في العراق شهدت حالات تزوير واسعة وان الديمقراطية في هذا البلد هي كيان هش, أعرب ستيفنسن عن أسفه لـ”توسع النفوذ الإيراني بالعراق في ظل حكم المالكي”, مضيفاً ان “طهران تود بشكل واضح توسيع هيمنتها الفاشية في جميع أنحاء الشرق الأوسط, وترى العراق نقطة انطلاق هامة لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية, وعلى الغرب أن يتيقظ لهذا التهديد بكل ما يحتويه”.
وبشأن الأوضاع الإنسانية الصعبة للاجئين الإيرانيين المعارضين المقيمين في معسكر ليبرتي قرب بغداد, أعرب ستيفنسن عن قلقه الشديد لتفاقم المأساة التي يعيشونها, مندداً بالهجوم الدامي الذي شنته عليهم قوات تابعة للمالكي في الأول من سبتمبر الماضي, وأسفر عن سقوط 52 قتيلاً واحتجاز سبعة كرهائن.
واعتبر أن عدم إجراء تحقيق دولي شفاف وذو صدقية في هذه المجزرة يشكل “وصمة عار ويجلب العار للذين يعيشون في واشنطن وعواصم غربية أخرى”.