وفي الوقت الذي تسعى فيه حکومة نوري المالکي مع نظام الملالي، للتهرب من تحمل مسؤولية هجوم الاول من أيلول/سبتمبر و إختطاف الرهائن السبعة و تصر حکومة المالکي على نفي أية علاقة لها بالهجوم رغم ان کل الادلة هي ضدهم، فإن إستمرار هذاالاضراب و ردود الفعل و الانعکاسات المتمخضة عنها، تساهم يوما بعد يوم بإحراج المالکي و الملالي و تضعهم في موقف لايحسدون عليه، حيث أن التظاهرات و الاعتصامات و الاضرابات التي عمت مختلف دول اوربا و العالم تضامنا مع المضربين في مخيم ليبرتي، فإن مساحة المناورة و ممارسة الکذب قد بدأت تضييق کثيرا بالمالکي و لم يعد من مناص أمامه سوى مواجهة الحقيقة و الاذعان لها.
في برلين و لندن و جنيف و اوتاوا و ملبورن، تتصاعد أصوات الاحتجاج و التضامن مع المضربين و تطالب الامم المتحدة و الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي للإضطلاع بمسؤولياتهم و ممارسة الضغط اللازم و الکافي على حکومة نوري المالکي کي تفرج عن الرهائن من دون أي تأخير، وان عشرات الشخصيات السياسية و البرلمانية تقف مع المتظاهرين و المعتصمين و تعلن تإييدها لمطالبهم مما يؤکد و بشکل واضح من أن الرسالة التي يريد المضربون إيصالها للمجتمع الدولي قد حققت أهدافها و بدأت المواقف العملية تعبر عن ذلك.
السعي من وراء النفي المستمر لهجوم الاول من أيلول و إختطاف الرهائن السبعة، و الذي لايستند على أي مسوغ او مستند قانوني من جانب حکومة المالکي، يمثل نوع من الهروب الواضح جدا من تحمل المسؤولية و ان المالکي کما يبدو يقوم بتنفيذ ماقد طلب منه من قبل ملالي إيران، لکن هذا الدور لم يعد يتناسب مع هذا التعاطف و التفهم و التإييد الدولي للمضربين، ولذا فإنه من غير الممکن أبدا أن يتهربوا من تحمل المسؤولية وان الايام القادمة ستثبت ذلك حتما.