
التقلبات و المستجدات التي طرأت على الملف السوري، وان کانت بالنسبة للنظام الايراني بمثابة هبة من السماء، لکنها مع ذلك ليست إلا بمثابة سحابة صيف سرعان ماتزول لأن أزمات و مشاکل النظام السوري أکبر و أعمق من أن يتم جبرها و علاجها بمراهم و أدوية سياسية وانما العلاج الامثل و الوحيد لأزمات و مشاکل هذا النظام يکمن في إستئصال النظام ذاته و إسقاطه، ومن البديهي أن النظام الايراني يعلم جيدا بهذه الحقيقة و يدرك أن بقاء النظام انما هو مسألة وقتية وان العمل الجاد لإنهاء هذا النظام و على مختلف الاصعدة أمر قابل للاحتمال في أية لحظة، وان النظام يحاول إستباق الامور و تهيأة نفسه قبل هبوب العاصفة ولهدا فإن روحاني يحاول أن يوحي للعالم بأن في جعبته الکثير من الحلول و المعالجات للعديد من المشاکل و الازمات المطروحة و من بينها الملف النووي و الازمة السورية، وقطعا ان المجتمع الدولي المعاصر لروحاني هو تماما غير الذي کان يعاصر خاتمي، ولذلك فإنه بحاجة الى مستمسکات و أدلة ملموسة و ليس مجرد تنظيرات و جمل براقة و وعود معسولة، مما سيصعب و يعقد کثيرا من مهمة روحاني و قد لايجد الابواب مفتوحة طويلا أمامه مثلما قد لايجد الابتسامات التي تستقبله ذات يوم إذا لم يقدم شيئا على أرض الواقع تثبت مصداقيته.
الملف النووي الذي کان روحاني واحدا من رموزه و من أکثر المتحمسين له، يحاول بنفسه و بطرق ملتوية و خاصة حمايته و المحافظة عليه حتى يعبر الى ضفة الامان، لکن المشکلة أن هناك شکوکا دولية و إقليمية مازالت تحوم حول هذا الملف وحول المساعي التي يبذلها روحاني شخصيا، خصوصا وان العالم ينتظر في أية لحظة مفاجأة من العيار الثقيل بخصوص البرنامج النووي لهذا النظام کما أن المزاعم التي يطلقها روحاني بشأن وساطة محتملة لنظامه بشأن حل الازمة السورية، فإن العالم کله يعلم بأن النظام الايراني هو جزء اساسي من المشکلة و ليس طرفا في الحل کما يدعي، کما ان عدم ترحيب المعارضة السورية بوساطته يؤکد هذا الامر، وفي کل الاحوال، فإن الجعبة الخرقاء لروحاني ليست تحتوي على معالجات و حلول للأزمات و المشاکل وانما طرق و اساليب في القفز عليها او التفنن في الهروب منها!