النظام الايراني و المصدقين و المنبهرين بمزاعمه و دعاويه، ظنوا بأن منظمة مجاهدي خلق قد صارت في خبر کان و انها إنتهت تماما و ليس بإمکانها أن تفعل شيئا على الساحة الايرانية، لکنها و خلال الفترة التي کانت ضمن قائمة الارهاب ظلما، فإنها نجحت في قيادة التظاهرات و الاضرابات المندلعة بوجه النظام و خصوصا إنتفاضة عام 2009، والتي لفتت الانظار الى قدرات و إمکانيات المنظمة و کونها رقما مهما جدا على الساحة الايرانية، وازاء ذلك کان هنالك تحرك آخرا للمنظمة من خلال سکان أشرف و ليبرتي، والذين لعبوا دورا بارزا و بالغ الاهمية في توعية و توجيه الرأي العام في إيران و تبوأهم بمکانة خاصة لدى مختلف شرائح الشعب الايراني، وهذا الدور کان بمثابة سکينة خاصرة بالنسبة للنظام و قد صمم منذ عام 2003، وبعد أن سنحت له الفرصة المناسبة عقب الاحتلال الامريکي للعراق، القضاء على هؤلاء السکان لکي يضمن أمنه و إستقراره و مستقبله السياسي.
من يستقرأ مسيرة سکان أشرف و ليبرتي، يجد أنهم لايشعرون بکلل او ملل بل وکأن نشاطهم يتجدد يوما بعد يوم، وکلما سقط شهيد منهم إزدادوا عزما و إصرارا على تکملة الدرب الذي سقط الشهيد فيه، وان مجزرة أشرف الکبرى التي وقعت في الاول من أيلول الماضي و التي ذهب ضحيتها 52 من السکان و تم إختطاف 7 آخرين منهم، أثارت الغضب الثوري لدى اخوتهم في مخيم ليبرتي حيث صمم 1200 منهم على الاضراب عن الطعام منذ الاول من أيلول إحتجاجا على المجزرة و مطالبين بالافراج الفوري عن الرهائن السبعة و محاسبة المسؤولين عن المجزرة و تقديمهم للمحاکمة، وهاهو إضرابهم يدخل اليوم الرابع و الثلاثون ولايأبهون رغم أن حياتهم قد دخلت مرحلة الخطر وانما يصرون على المقاومة و الصمود حتى تحقيق أهدافهم المنشودة، وهذا هو تماما نفس النهج الذي أسقط دکتاتورية الشاه و أزالها من الوجود، وهو أيضا نفس النهج الذي يزلزل الارض تحت أقدام الفاشية الدينية القائمة في إيران و يشعرها بالخوف و التوجس دائما من المستقبل، وان إضراب سکان ليبرتي و ماتداعى و يتداعى عنه يثبت للعالم أجمع بأن هؤلاء المناضلين الذين تعودوا الکفاح و خوض الصعاب لن يرضوا بغير النصر المؤزر وحتى ذلك الحين فإن المقاومة مستمرة من دون إنقطاع.