
ما كان لدستور الشيطان الأكبر ان يلاقي أي نصيب من النجاح لولا الفارس الايراني مصدر الثورة الخمينية بلونها الطائفي، ولا كان لهذا الفارس ان يتقدم صفوف (المقاومة والممانعة) للتغلغل براياته التقسيمية دولا عربية عديدة وبروح (دستور نوح فيلدمان) لولا احتضان وتأييد غير مفهوم، من قوميين باتوا يرون في ايران الفارسية الخمينية تعبيراً قومياً عربياً ويساريين يجدون في عمائم ولي الفقيه واتباعه رمزاً للعدالة الاجتماعية والمساواة والدولة المدنية!
وبالعودة الى (برازيل غوار الطوشة) فان ما يجري في العراق اليوم يكشف عن خطورة ما تريده وما تعمل عليه ايران في سوريا ولبنان واليمن، انه مشروع الفتنة الطائفية التقسيمي. أخبار العراق المؤلمة ليست مجرد سيارات تنفجر وإنما ما اختبئ خلفها من عمليات تهجير قسرية تمارس الآن علناً وعلى الهوية الطائفية.وليست القاعدة وحدها من يفجر الأسواق بعمليات وحشية انما ميليشيات لا يختلف معظم العراقيين على تحديد هوية انتمائها الى الحرس الثوري الايراني الذي تقدر إعداده المتواجدة في بغداد والمدن الأخرى ب٢٧ الفاً.
الميليشيات المسماة بعصائب أهل الحق لا تقوم فقط بنصب الكمائن والتهجير على الهوية الطائفية في مدن العراق، لتلتقي في الهدف مع القاعدة، انما تتولى المهمة ذاتها في الأحياء المحيطة بالسيدة زينب بدمشق والغوطة وهي في عملياتها لا تقتصر على السنة انما تلاحق الشيعة العرب الذين ترى فيهم عائقا امام مخطط الفرز والتقسيم الذي يقود في النهاية الى جنوب مسيطر عليه بالكامل من قبل ايران وأعوانهما، وفي الايام الاخيرة اتهمت جماعة مقتدى الصدر في تصريحات علنية للفضائيات ميليشيات العصائب بالمسؤولية عن التفجيرات التي طالت بيت العزاء في مدينة الصدر.
الفرصة الآن متاحة امام طهران لامتطاء الجواد الأميركي مرة اخرى من خلال التفاهم الذي تسعى إدارة اوباما الى إنجازه معها من اجل تنشيط عمليات اختراقها للمنطقة عبر سوريا ولبنان لإعادة إنتاج تجربتها العراقية في هذين البلدين، فأخطاء (الشيطان الأكبر) وشعار الممانعة والمقاومة هما أوراق عبورها الى أهداف اثبتت ان خطوط المانعة ما هي الا منع الوحدة الوطنية للعراقيين والسوريين واللبنانيين، اما المقاومة فهي مقاومة اي نهوض قومي حقيقي للشعوب العربية.