
النظام السوري و بعد أن تجاوز کل الخطوط و ضرب بکل القوانين و المبادئ و القيم و الاعراف عرض الحائط و وصل الى مفترق من الممکن جدا أن يقود قادته الى المحکمة الجنائية الدولية في لاهاي، يبذل نظام الملالي جهوده على مختلف المستويات من أجل الحيلولة دون ذلك، لأنه يعلم بأن إسقاط هذا النظام و إصدار أحکام قضائية بحق قادته ستمهد و تعبد الطريق لطهران، لأن جدلية العلاقة التي تربط بين النظام السوري و الايراني تقود الى هکذا نتيجة، وبديهي أن النظام الايراني يدرك هذه الحقيقة ويعلم بأن حالة السکون الدولي المؤقت تجاه النظام السوري انما هي حالة عارضة ولن تستمر الى الابد و ستعود قضية النظام الى الواجهة مرة أخرى، ومن هنا فإن النظام الايراني يريد ضمانات أفضل لمستقبل نظام الاسد ولذا فهو يدفع بروحاني(المعتدل في ظاهره فقط)، لکي يلعب دورا بهذا الخصوص، وقد کانت مبادرته التي أطلقها عبر مقاله المنشور في صحيفة(واشنطن بوست)الامريکية قائلا أنه مستعد لتسهيل الحوار بين النظام و المعارضة السورية، وهو ومن خلال طرحه لمثل هذه المبادرة(الغريبة)، يتجاهل الدور و المشوار السلبي الطويل لنظامه في الاحداث السورية، وان روحاني کما يبدو يريد أن يضحك على ذقن ليس المعارضة السورية لوحدها وانما على المجتمع الدولي برمته، عندما يتصرف بصورة وکأن شيئا لم يکن او أن يتناسى العالم کله الدور القذر لنظامه في الاحداث بسوريا و مساهمته في إستمرار نزيف الدم السوري.
المحاولات العديدة التي بذلها النظام الايراني من أجل فتح باب حوار مع مختلف أطراف المعارضة السورية و التي لم تثمر عن أية نتيجة لعلم الجميع بالدور المشبوه لهذا النظام ضد الثورة السورية، وفي نفس الوقت العلاقة المبدأية الحميمة التي ربطت و تربط بين الثورة السورية و المقاومة الايرانية و التي تجسد في واقع الامر العلاقة بين الشعبين السوري و الايراني، کل هذا يرعب النظام الايراني و يجعله يشعر بقلق کبير ازاء المستقبل، وان روحاني و من خلال مبادرته الفاشلة و المفضوحة مسبقا ليس بإمکانه أن يقدم أي شئ والاولى و الاجدر به أن يدفع نظامه لسحب قواته و العصابات الارهابية التي دفعها الى داخل سوريا و ترك الشعب السوري يقرر مصير نظامه الدکتاتوري.