الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

کذب للأبد 1-2

ايلا ف – نزار جاف: مع تنصيب حسن روحاني کسابع رئيس للنظام الايراني، تبادر الى ذهني رواية غابريل غارسيا مارکيز(الحب في ازمنة الکوليرا)، تلك الرواية التي تروي قصة حب تبدأ من مرحلة المراهقة بين شاب و شابة و تستمر الى العقد السابع من عمريهما و تنتهي نهاية عبثية فريدة من نوعها مؤطرة برومانسية فذة لايمکن أن يبدع بها غير کاتب عظيم کمارکيز، وقد يتسائل البعض مالذي يجمع بين روحاني و أبطال هذه الرواية لکنني أستسمحهم عذرا لأطنب بعض الشئ بکلام لم أبح به منذ أکثر من ثلاثين عاما! في عام 1981، وتحديدا في الاول من شهر أيلول سبتمبر، وأثناء الحرب العراقية الايرانية، وعقب ذلك الانفجار الکبير الذي أردى برئيس الجمهورية محمد علي رجائي”نجاد عصره” و رئيس وزرائه محمد جواد باهنر، هاجمت القوات الايرانية في قاطع نهر الکرخة”العمياء” ضمن عمليات عسکرية سميت باللغة الفارسية”کرخه‌ ای نور” أي کرخة النور، وعلى أثرها کنت أحد الذين وقعوا في قبضة القوات الايرانية التي کانت جلها من قوات الحرس الثوري، يومها و منذ اللحظات الاولى خاطبني أحد الملتحين خصوصا حينما علـم بأنني أعاني من إصابة بليغة في ساقي اليمنى بقوله: ستذهب الى عاصمة الصدق و الحب و الحق و سوف تتمنى ان تبقى هناك الى أبد الدهر.
بعد أن عصبوا عيوني، إقتادوني مع بعض الجرحى الايرانيين الى منطقة کانت تسمى”کوت الهواشم”، وهي قريبة من مدينة سوسنکرد او الخفاجية کما يسميها العرب، وهناك تمت معالجتي بصورة مؤقتة من جانب مکان أشبه مايکون بمستوصف، واجريت لي إسعافات اولية و تمت إحالتي الى مستشفى لغرض المعالجة التامة وهناك إلتقيت بضابط مجند شاب تحدثت معه باللغة الانکليزية لأنني وقتها لم أك أجيد اللغة الفارسية بصورة جيدة، وعندما رأى تفاؤلي و أملي الکبير الذي عقدته على الجمهورية الاسلامية قال لي بهدوء: أتمنى أن تسير الامور کما تريد وان لاتصاب بصدمة رغم أنني أنصحك بأن تتوقع الصدمة في أية لحظة!
الحق يومها ومع أن کلام هذا الضابط الشاب قد ترك أثره الکبير في داخلي، إلا أنني مع ذلك شعرت وکأنني ولدت من جديد لأنني و عشية ذلك اليوم الرهيب قد نجوت من موت مؤکد وقد رأيت بأم عيني مقتل أغلب الجنود الذين کانوا معي.
في طهران، بدأت رحلتي مع الاسر التي رفض الخميني إعتبار الجنود العراقيين اسرى فوصفهم بضيوف الجمهورية الاسلامية، وهذا ما منحني المزيد من الثقة و الامل و التفاؤل بهذا النظام و ظننت بأنني قد وصلت حقا الى المدينة الفاضلة، لکن، رويدا رويدا بدأت المسألة تظهر على حقيقتها و واقع أمرها، وقد کانت النقطة الاولى تجلت في نصف رغيف خبز مع ثلاثة سيکاير” أشنو ويزه‌”او قاتلة الاسرى کما وسمها الاسرى العراقيون، و أربعة قطع سکر، کحصة لضيف الجمهورية الاسلامية ليوم کامل، والذي کان طعام الغذاء و العشاء على الاغلب حساء و احيانا رز، ويومها شهدت رحلتي و رحلة الاسرى العراقيين مع الجوع في ظل مدينة الخميني الفاضلة، لکن، ليت الامر بقي عند حدود مسألة التجويع، إذ رافقتها مسألة الترهيب و الترويع التي بدأت شيئا فشيئا تطال الاسرى تحت أعذار مختلفة، وقد طالتني بتهمة إجادتي لخمسة لغات(الکردية و العربية و الترکمانية و الفارسية و الانکليزية)، حيث إتهمتني هذه الجمهورية الفاضلة بأنني(عقيد رکن مخابرات القصر الجمهوري و مستشار برزان التکريتي لشؤون اوربا و الکرد) وطبعا لم أکن وحدي فقد کان هنالك أکثر من 350 آخرين من الاسرى وکلهم ضباط مخابرات عراقية وقعوا صدفة”بمحض الصدفة”في اسر قوات الجمهورية الاسلامية، وبدأت رحلتنا مع وجبات منتظمة جدا من أبشع و أشنع أنواع التعذيب الجسدي و النفسي و التي أحمل اکثير من نياشينها و علاماتها الاسلامية جدا جدا جدا، وحتى وصلت الامور الى حد أن الاسير جعفر صادق کاظم خريج جامعة بغداد و الاخ الوحيد لسبعة أخوات بادر بالانتحار في شباط 1985، عشية صلاة المغرب و العشاء”الاجبارية” بعد أن صاح وقد تسلل خلسة لأحد أبراج المراقبة وسط کمب نامجو للأسرى العراقيين في معسکر برندك: والله العظيم أخوان أنا برئ لست بضابط مخابرات، وبعدها ألقى بنفسه من على البرج فتوفي لتوه، يومها أشاعوا الاسرى التوابون بأمر من سلطات المعسکر بأن جعفر قد إنتحر حزنا على الفاو التي”حررها”(جند الاسلام)، إذ صادفت عملية الانتحار احتلال قوات النظام الايراني لشبه جزيرة الفاو.
في عام 1985، وبعد أن فاحت جيفة و نتانة المعاملة اللاإسلامية و اللاإنسانية و المجردة من کل القيم لسلطات نظام الجمهورية الاسلامية بحق الاسرى العراقيين و بعد أن أدلى جورج شولتز”وزير الخارجية الامريکية وقتها”بتصريح أکد فيه بأن الاسرى العراقيين يخضعون لوجبات منتظمة من التعذيب النفسي و الجسدي، يومها إضطرت سلطات الجمهورية الاغرب في تأريخ الانسانية بأن تنهي رحلتنا مع التعذيب و الترويع أما کيف فقد بادرت الى تفرقة هذه الاعداد من ضباط المخابرات العراقية رغم أنفهم على مختلف المعسکرات”الرديئة”، وقد کان نصيب صاحب هذه الاسطر معسکر”آراك مخصوص”او (آب کرم)أي الماء الساخن کما يسمونه بالايرانية، هذا المعسکر کان يتميز بصفات غريبة أهمها أن طقسه غريب من نوعه فهو لايستقر على حال، وقد کان من ضمن المسجونين في الزنزانات الانفرادية بهذا المعسکر و في زمن الشاه آية الله منتظري، ومحمد علي رجائي و غيرهم، وفي هذا المعسکر تم وضعنا نحن”ضيوف الجمهورية الاسلامية الخمينية”أمام أمرين اما أن نصبح توابين و نغرد کما يريدون او أن يصبح هذا المعسکر قبرنا کما قال آمر المعسکر و ضابط استخباراته بصريح العبارة!
منذ البداية أخبرتکم بأنني سأطنب بعض الشئ و ليس کله لأن الجعبة ملئى بمذکرات الزمن”البشع”و”الرذيل”لجمهورية الکذب و الدجل في إيران، لکنني سأعود الى الجانب المهم من موضوعنا أي حسن روحاني و علاقته برواية مارکيز آنفة الذکر، حيث أن هذا الرجل الذي قد تم تسويقه على أساس أنه قطب للإصلاح و التغيير و الإعتدال، وبعد أن إنتظرتالکثير من الاوساط الاعلامية و السياسية على مختلف الاصعدة”برکاته”و”معجزاته”، وإذا به يصفع الجميع و في مقدمتهم باراك حسين أوباما بموقفه المساند لنظام القتلة و مصاصي الدماء في سوريا مصرا على أن العلاقة قوية و متينةمع هذا النظام و لايمکن التفريط بها أبدا، وبهذا فقد ضيع الفرصة و الامل من أيدي اولئك الذين صفقوا بحرارة لهذا”الروحاني”المجرد من کل إحساس روحاني، وللحديث صلة.