دنيا الوطن – فاتح عومك المحمدي: لايبدو أن إقتراب موعد تنصيب دمية نظام ولاية الفقيه الجديدة حسن روحاني کسابع رئيس للنظام سوف يمر مرور الکرام، إذ أن التهديدات و التوعدات قد بدأت تتوالى قبل حفل التنصيب الذي من المزمع إقامته في 4 آب القادم. التهديدات العلنية التي وجهها لاريجاني رئيس السلطة القضائية للنظام الى روحاني و مؤيديه و طالبته و بشکل مکشوف بأن يتصرف وفق إملاءات الجناح المتشدد للنظام و مشيئته، أسفرت مرة أخرى عن الماهية و المعدن الحقيقي لهذا النظام وان الحديث عن الاعتدال و الاصلاح و التغيير في هذا النظام أشبه مايکون أن تنتظر بأن تنقلب الصحراء و تغدو مرجا يانعا، فقد خاطب لاريجاني روحاني و مؤيديه بالقول:( استعرت الأفعى تحت أشعة الشمس وبدأت بالحركة والتحرك من جديد ولكنهم يخطأون.)، لکنه تجاوز الحدود المألوفة و تخطاها بکثير عندما قال:( جميع المسؤولين والمعنيين عليهم أيضا أن يسلكوا في اتجاهاتهم السياسية على الخط الرئيسي للثورة والاسلام وأن لا يخطأوا في المسلك لأن الشعب الايراني لن يسمح لهم بالحركة في حال غير ذلك.)، أي يطالب روحاني و بشکل سافر أن يلتزم بخط و نهج المرشد من دون أدنى تحرك مضاد، والذي يمنح أهمية و جدية لتهديدات لاريجاني أنه لم يمض عليها سوى فترة قصيرة جدا حتى و بادر اسفناني الناطق بإسم لجنة القضاء في برلمان النظام الى القول:( اذا لم يأخذ أهل الفتنة تحذير آية الله لاريجاني بمحمل الجد وأرادوا استغلال الأجواء الراهنة فعليهم أن لا يتوقعوا بأن لا يرد الجهاز القضائي عليهم، فأمثال هؤلاء لا يستطيعون أن يدخلوا الأجواء السياسية للبلاد. تحذيرات آية الله لاريجاني لها مكانة حقوقية وقضائية.)، وهذه التهديدات تعني بأنه قد فرض و قبل إعلان تنصيب روحاني کسابع رئيس في ظل النظام، طوق حديدي عليه من أجل جعله مقيدا و غير قابل للحرکة من دون أضواء خضراء من جانب النظام و مرشده. المقاومة الايرانية في شخص السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد سخرت من مهزلة الانتخابات برمتها و أکدت عدم ثقتها بروحاني کشخصية معتدلة و إصلاحية ولاسيما عندما أماطت اللثام عن ماضيه الاسود في خدمة النظام و ألاعيبه المشبوهة مصرة على أن هذا الشخص ليس بإمکانه إحداث أي تغيير في بنية و اساس النظام خصوصا وان النظام يتجه نحو سياسة الانکماش على نفس و يقلص من خيارات و مساحات الحرية القليلة اساسا المتاحة، وان الذي يعزز وجهة نظر المقاومة الايرانية و زعيمتها الفذة مريم رجوي هو عودة صراع الاجنحة مجددا و السعي لتضييق الخناق أکثر فأکثر على النظام و مساحات التحرك و المناورة فيه، والظاهر أن نظام الملالي يريد وقبل التنصيب أن يفرض خياراته و رؤاها على کل الخيارات و الرؤى الاخرى وان يذکر روحاني بالقبضة الحديدية للنظام التي ستضرب بمنتهى القسوة و العنف فيما لو أحست بأن هناك ثمة تهديد ضدها او ضد وجودها. صراع الاجنحة الذي عاد مبکرا جدا وقبل تنصيب روحاني، تؤکد مصادر مطلعة بأن رفسنجاني من جانبه قد بدأ بأخذ الاستعدادات اللازمة من أجل مواجهة التيارات الاخرى، فيما تراقب الاجنحة المتشددة و المحافظة الامور عن کثب و تخضع تحرك الاجنحة المضادة لها لتدقيق و تمحيص استثنائي، ومهما يکن فإن الاوضاع في النظام الايراني تسير و بخطى سريعة نحو المزيد من التأزم و التفاقم.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.